الجزائر تتشبث بالمفاوضات المباشرة بين المغرب و”البوليساريو”
في الوقت الذي تتشبث الرباط بمطلب إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة كل من المغرب، والجزائر وموريتانيا، و”البوليساريو”، جددت الجزائر تمسكها بمفاوضات مباشرة لفض النزاع، يجلس فيها المغرب في مواجهة البوليساريو فقط.
وأجرى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مباحثات مع وزير الخارجية الجزائري، محمد عطاف حول ملف الصحراء، وذلك في إطار زيارته لمنطقة الصحراء، التي بدأها الأسبوع الماضي من العيون.
وأبلغ عطاف المبعوث الأممي، وفق بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أصدرته مساء أمس الأربعاء، “دعم الجزائر التام للجهود التي يبذلها” في ملف الصحراء، معربا عن تطلع بلاده إلى أن “تكلل هذه المساعي بإعادة بعث مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، دون شروط مسبقة وبحسن نية، قصد التوصل إلى حل سياسي يصون حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
دي ميستورا، كان قد التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأسبوع الماضي. وذكر بيان لوزارة الخارجية المغربية في حينه أن زيارة دي مستورا للمملكة “تندرج في إطار جولة يقوم بها في المنطقة من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب، والجزائر وموريتانيا، و’البوليساريو’، وذلك طبقا لقرارات مجلس الأمن الأممي، وخاصة القرار 2654 المصادق عليه في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2022”.
وأضاف البيان أن وفد المملكة “ذكر بثوابت الموقف المغربي، وجدد تأكيدها الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2022، من أجل حل سياسي قائم على المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة”.
موريتانيا: المحطة القادمة
ومن المنتظر أن يتوجه دي ميستورا إلى موريتانيا، وذلك قبل تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره عن الوضع في الصحراء إلى أعضاء مجلس الأمن، يتخذون على ضوئه قرارا يخص البعثة الأممية في المنطقة.
وجرت العادة أن تمر زيارات دي ميستورا لموريتانيا في صمت، حيث أن نواكشوط، وعلى ارغم من اعترافها بالجمهورية الوهمية منذ سنة 1984، فإنها تقول إنها تتبنى ما تصفه بـ”الحياد الإيجابي” الذي يقوم على مبدأ احترام جميع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، بخصوص قضية الصحراء، وهو الموقف الذي تجدد التأكيد عليه كلما أثير هذا النزاع الاقليمي.
وفي آخر تصريحات رسمية حول الموضوع، عبر وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، عن موقف بلاده الثابت من النزاع في الصحراء، ودعمه لجهود الأمم المتحدة، ولكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية إلى إيجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع.
كما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد اشروقة، أن بلاده تتبنى، موقف الحياد الإيجابي، كما تحرص وتعمل بشكل مستمر على أن تكون علاقاتها الثنائية متميزة مع كل الأطراف، مع استعدادها التام وإرادتها الصادقة في اتجاه كل ما من شأنه أن يساهم في إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية.