بحلول فصل الصيف.. مطالب لوزارة الصحة بتوفير أمصال ضد الزواحف المميتة
وجهت النائبة البرلمانية نزهة مقداد، عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، حول توفير الأمصال ضد سموم العقارب والأفاعي بالمناطق النائية عموماً، وبإقليم تنغير على وجه الخصوص.
“خطر حقيقي”
وقالت النائبة في السؤال ذاته، إنه ومع حلول كل موسم صيف، تعرف العديد من القرى والمدن والمناطق الجبلية والقاحلة والنائية عموماً، وبإقليم تنغير، بصفة خاصة، انتشاراً كبيراً للزواحف السامة، ولا سيما منها العقارب والأفاعي، بما يخلف العديد من الضحايا بعضُهُم أطفال وأشخاص مسنين.
وأضافت أن هذا الواقع الذي يشكل خطراً حقيقيا على صحة وسلامة وحياة المواطنات والمواطنين، يتطلب من الوزارة توفير ما يلزم من أمصال علاجية بالمراكز الصحية المختلفة للتعامل مع الحالات والمضاعفات التي تنتهي أحيانا بالوفاة، فضلاً عن ضرورة توفير سيارات الإسعاف بالعدد الكافي والتجهيزات الطبية اللازمة.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن المغرب يسجل سنويا ما لا يقل عن 25 ألف حالة تسمم جراء لسعات العقارب و350 بلدغات الأفاعي، خاصة في المجال القروي، ويبقى الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر.
ورغم أن وزارة الصحة توصي بالتعجيل بنقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أن غياب الأمصال في كثير من المستشفيات يودي بحياة العديد من المصابين سنويا.
ويشكل سم العقارب والزواحف المميتة تهديدًا خطيرًا في المناطق الجافة والصحراوية، خاصة عند نقص الأمطار وخلال الفترات الصيفية.ويعاني سكان العالم القروي إلى جانب غياب غرف الإنعاش والأمصال المضادة للسموم من البعد الجغرافي وصعوبة الوصول من دواويرهم إلى المراكز الصحية. وهو الأمر الذي يفاقم من معاناتهم.
وتحتل لسعات العقارب المرتبة الأولى من مجموع حالات التسممات بالمغرب سنويا، حسب آخر المعطيات الصادرة عن مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، بما يقارب 25 ألف حالة تسمم، وما يقارب 80 وفاة، 95 بالمئة من هذه الوفيات أطفال دون سن الخامسة عشر.
“عقرب” أخرجت زاكورة للاحتجاج
وسبق أن أدى غياب الأمصال ضد سموم الزواحف أن أودى بحياة أطفال العام المنصرم بزاكروة، وهو الأمر الذي كان قد أخرج الساكنة للاحتجاج، خرجت ساكنة دوار الفايجة بجماعة ترناتة عمالة زاكورة، في احتجاجات شهر غشت 2023 على إثر وفاة طفلتين تعرضتا للسعتي عقرب سامة.
ونددت الساكنة بغياب الأمصال المضادة للسموم في المراكز الصحية بالمنطقة بالإضافة إلى غياب غرف الإنعاش. وفجرت وفاة الطفلتين غضب الساكنة خاصة وأن حوادث تعرض ساكني هذه المناطق القروية للدغات العقارب والزواحف السامة تتكرر بشكل يومي.
وطالب المحتجون الوزارة الوصية ومدبري الشأن الصحي بالمنطقة ومسؤولي المجالس المنتخبة على حد سواء بتحمل مسؤولية ما أسموه “بالإهمال الصحي” الذي أودى بحياة الطفلتين. وطالبوا كذلك السلطات المعنية بإحداث مراكز صحية مجهزة بالكامل لإنقاذ أرواح المواطنين التي “تزهق يوميا” بسبب غياب الأمصال المضادة للسموم.
“مسكنات ألم ضد لدغات مميتة“
وصرح الفاعل الجمعوي والحقوقي بالمنطقة لمين لبيض لصوت المغرب وقتها بأن “حالة الطفلتين ليست هي الوحيدة” حيث قال إنه تم فقط خلال ” ليلة الأحد الماضي تسجيل تسع حالات تعرضت للسعات من طرف عقارب سامة وتم نقلها إلى المستعجلات التي تفتقر إلى غرف الإنعاش وإلى الموارد البشرية”.
وندد الفاعل الحقوقي ب”غياب الأمصال المضادة للسموم” معتبرا أنه “ليس من المعقول الاكتفاء بمسكنات الألم ضد لدغات مميتة”، مضيفا أن المستشفى الإقليمي بزاكورة “لا تتوفر على سيارة إسعاف واحدة”.
وأشار إلى أن المنطقة تسجل يوميا حالات من هذا النوع، مؤكدا أن ساكنة المنطقة “تبحث عن حلول جذرية لهذه المعضلة وتطالب بمستشفى إقليمي بمعايير عالية وموارد بشرية قارة من أجل الحد من معاناة الساكنة.