مع حلول موسم الصيف.. ما الذي أوصل سعر الموز إلى 20 درهم؟
تسجل سوق الفواكه بالمغرب ارتفاعا صاروخيا لأسعار بعض المنتجات كالموز والتفاح، التي بلغت مستويات قياسية، حيث لامست أسعار الموز حاجز الـ20درهم للكيلوغرام الواحد، وهو ما أثار استياء العديد من المستهلكين الذين لم يعهدوا سابقا هذه الارتفاع الصاروخي لثمن الموز، خصوصا في ظل تراجع إنتاج هذه الفواكه خلال السنوات الأخيرة.
ويعتبر البعض هذا الارتفاع المسجل إنذارا بارتفاع ستشهده سوق الفواكه بالمملكة تزامنا مع حلول موسم الصيف الذي يعرف ارتفاع كبيرا في الطلب على العديد من الفواكه.
تعليقا على الموضوع، أوضح رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، عبد الرزاق الشابي في حديثه لـ”صوت المغرب” الثلاثاء 20 يوليوز 2024 أن الارتفاع الذي تشهده بعض الفواكه راجع أساسا إلى عدم تزامن الفترة الحالية مع مواسمها.
وأبرز الشابي أن موسم فاكهة التفاح مثلا يبدأ من منتصف شهر شتنبر وينتهي مع نهاية شهر أبريل، مؤكدا وجود بعض أنواع التفاح الصيفية في الأسواق، غير أن هذه الأنواع تلقى إقبالا ضئيلا بسبب ارتفاع مستويات حموضتها.
وبالنسبة للموز، أوضح الخبير أن موسم هذه الفاكهة يبدأ مع منتصف شهر غشت ليعرف أوجه في شهر أكتوبر قبل أن ينتهي مع شهر أبريل.
وعموما سجل الشابي تراجع حادا في إنتاج كل من الموز والتفاح بالمغرب مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، مرجعا هذا الانخفاض أساسا إلى ضعف التساقطات المطرية الذي أثر بدوره على مخزون الفرشة المائية.
في ذات السياق، كان تقرير سابق لمنصة “إيست فروت” المختصة في تحليل البيانات الفلاحية أن الموز كان على رأس قائمة الفواكه الأكثر استيرادا من قبل المغرب، حيث وصل حجم وارداته خلال السنة الماضية إلى 28 ألف طن.
وأضاغ التقرير أنه على الرغم من أن المغرب يزرع حوالي 350 ألف طن من الموز سنويا، فإنه لا يزال يكمل طلبه بالواردات من إسبانيا والبرتغال بالإضافة إلى دول أمريكا الجنوبية.
وعموما، فقد سجل ذات المصدر ارتفاعا في واردات المغرب من الفواكه الطازج لسنة 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 123 ألف طن، لتواصل منحاها التصاعدي الذي بدأ سنة 2020.
أما بخصوص الفواكه التي يرتفع استهلاكها خلال موسم الصيف أكد الشابي وفرتها على المستوى الأسواق الوطنية، مضيفا أن ثمنها يبقى في المتناول، حيث يتراوح ثمن البطيخ الأصفر مثلا ما بين نصف درهم إلى 6 دراهم للكيلوغرام الواحد على حسب الجودة.
أما بالنسبة البطيخ الأحمر، فأوضح المهني أن وفرته على مستوى السوق مرتبطة أساسا بالكميات الموجهة للتصدير، مشيرا إلى أن الكميات التي تصل إلى السوق تظل أقل جودة بكثير من تلك الموجهة إلى الخارج كدول الاتحاد الأوروبي.
وتابع الشابي أن دول الاتحاد تفرض معايير مشددة على مستوى جودة وحجم البطيخ المغربي، فيما يتم إرسال الكميات التي لا تتلاءم مع المعايير الأوروبية إلى السوق الوطنية، مشددا على أن البطيخ المتواجد في الأسواق “ما هو إلا بقايا عملية التصدير أو ما يسمى ب”التعاويدة” في الأوساط المهنية”.
في ذات السياق تشير معطيات سابقة إلى أن المغرب احتل المركز الرابع عالميا في تصدير فاكهة البطيخ الأحمر خلال سنة 2023، بإجمالي صادرات يفوق 247 مليون كيلوغرام، بعد كل من المكسيك التي حلت أولا، متبوعة بإسبانيا ثانيا، ثم إيطاليا، حيث صدر المغرب إلى جانب هذه الدول الثلاث نصف إجمالي الصادرات العالمية من هذه الفاكهة.
أما بخصوص أسعار هذه الفواكه، أكد الشابي أنها ستشهد مزيدا من الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة، مدفوعة بدخول مناطق أخرى في المغرب على خط الإنتاج وهو ما سيعزز العرض لتغطية الطلب.
وحول جودة هذه الفواكه، أبرز المهني أن الفواكه المغربية تتوفر على جودة عالية وهو ما يجعلها مطلوبة في الأسواق الدولية، مضيفا في المقابل أن “هذه الجودة توجه إلى الخارج ولا تمر عبر الأسواق بل يتم لإرسالها مباشرة إلا الخارج بعد المرور بوحدات التغليف”.