عشرات الدواوير لازالت تنتظر فرق الإنقاذ بعد يومين على زلزال الحوز
لازال سكان العشرات من دواوير إقليمي الحوز وتارودانت يئنون تحت الأنقاض في انتظار وصول فرق الإغاثة، بعد مرور يومين على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة ليلة الجمعة الماضية مخلفا حصيلة ثقيلة في الأرواح بلغت حسب آخر الاحصاءات الرسمية 2122 قتيلا و2421 مصابا، والتي تظل مرشحة للارتفاع في ظل وجود العشرات من الدواوير التي لم تصلها فرق الإنقاذ بعد.
وكشفت مصادر إعلامية عن العديد من الدواوير التابعة لإقليم تارودانت، الذي يعد أكبر إقليم في المغرب، لازالت تنتظر وصول فرق الإنقاذ كدوار امكرنيس، ودوار تيزينتاس، ودوار امندار، ودوار تجكالت، ودوار ركونت، ودوار تافنكولت، ودوار اوناين، ودوار إنزال، ودوار الخميس، ودوار تيكوكة، ودوار اغبار، ودوار ازنكان، ودوار تسوا، وجماعة ايمولاس، وجماعة تكوكة، وغيرها.
ومن جانب آخر انتشرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر ساكنة أحد دواوير منطقة الحوز أو ما تبقى منهم، وهم يحملون موتاهم فوق الدواب استعدادا لدفنهم بعدما أعياهم انتظار وصول المسؤولين وفرق الإسعاف والإغاثة، وآخرون منعوا من دفن أقاربهم، بعدما انتشلوهم من تحت الأنقاض بوسائل بدائية، وظلت جثت الضحايا ممددة تحت أشعة الشمس الحارقة.
ويتوقع العديد من المراقبين ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز، بالنظر للعدد الكبير للدواوير والمداشر التي لم تصلها فرق الإنقاذ بعد، وفي هذا الصدد قال لحسن حداد رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والإتحاد الأوروبي، في تصريح لبي بي سي عربي، “إن هناك مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى خلال الأيام القليلة القادمة مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض”.
وعلى المستوى الرسمي، قررت المملكة المغربية الاستجابة لـ 4 عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، في إطار الجهود المبذولة لمواجهة تداعيات زلزال الحوز.
وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية أن السلطات المغربية “استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”، موردا أن الملك محمد السادس عبر عن “خالص تشكرات المملكة المغربية للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظرفية الإستثنائية”.
وكانت العديد من دول العالم قد عبرت عن تضامنها مع المغرب وعن تعاطفها مع ضحايا زلزال الحوز مبدية استعدادها لتقديم المساعدة، في هذا الظرف العصيب، عبر إرسال المساعدات الغذائية والطبية وتجهيز فرق المساعدة والإنقاذ وكل ما تتطلبه هذه اللحظات المؤلمة من تضامن وتعاطف بين الدول الصديقة والشقيقة.
وفي سياق متصل، أعلن مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحفية عقدها مساء اليوم، ومٌنع فيها الصحفيون من طرح أسئلتهم، عن إحداث صندوق خاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال”، تنفيذا لمضامين بلاغ الديوان الملكي ليوم أمس الذي نص على إحداث الصندوق، وذلك بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لإسعاف الساكنة والمناطق المتضررة من الزلزال.
في نفس السياق، دعا كل رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين إلى عقد اجتماع مشترك للجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب ولجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية بمجلس المستشارين، يوم غد الاثنين 11 شتنبر 2023، بهدف مناقشة إحداث حساب مُرصَد لأمور خصوصية يسمى ” الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية”، طبقا لأحكام الفصل 70 من الدستور، والمادة 26 من القانون التنظيمي 130.13 لقانون المالية.
من جهتها أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تعليق الدراسة في الجماعات القروية والدواوير الأكثر تضررا جراء الزلزال الذي أضر بـ 530 مؤسسة تعليمية وأودى بحياة 7 أساتذة.
وأوضح بلاغ للوزارة أنه تم التنسيق مع السلطات المحلية، لتعليق الدراسة ابتداء من يوم غذ الإثنين 11 شتنبر، مع العمل على إيجاد الصيغ التعليمية واللوجستيكية المحلية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ المعنيين خلال الأيام المقبلة، والتي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا من طرف الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية المعنية، وذلك مع مواصلة التنسيق مع السلطات المحلية والتواصل المستمر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وباقي المتدخلين.