story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

البعد السياسي لأضحية العيد.. وحدة الرعايا خلف عاهلهم

ص ص

لا يقتصر البعد الثقافي لعيد الأضحى على الجانبين الاقتصادي والتاريخي، بل يمتد ليشمل البعد السياسي.

ويقول في هذا الصدد الباحث محمد مهدي في كتاب “عيد الخروف.. تضحية إسلامية في المجال حضري”، ضمن فصل معنون ب”التضحية بالنفس من أجل الأضحية.. الإملاءات الاجتماعية والضرورات الدينية”، إن عيد الأضحى من بين المناسبات التي لا تعوّض، لتذكير الرعايا الذين يشكلون المجتمع المغربي، بوحدتهم خلف عاهلهم.

ويستند محمد مهدي في ذلك إلى عملية ذبح الملك لأضحية العيد أمام عدسات الكاميرات ونقلها مباشرة عبر شاشات التلفزيون، وكيف أنه حتى عندما كانت الظروف قاسية ولا تسمح بذبح جميع المغاربة لأضاحي العيد، كان لابد للملك أن يقوموا بعملية الذبح، ويعتبر ذلك نيابة عن جميع المغاربة.

ويسجل محمد مهدي كيف أن فعل التضحية يؤسس في الوقت نفسه لعلاقتين مختلفتين، واحدة عمودية بين الانسان وربه، حيث يتقرب المضحي من خالقه عبر ذبح الاضحية، وأخرى أفقية، ينسج من خلالها الانسان علاقة مع الانسان الآخر من خلال تقاسم لحم الأضحية معه، ما يساهم في خلق الرابط الاجتماعي الذي تعمل المدينة عموما على تفكيكه.

ويبرز هذا البعد السياسي أكثر في المرات التي اضطر فيها المغرب إلى إعلان عدم ذبح الأضاحي بسبب الأزمات، كما كان الحال في سنة 1963 مع اندلاع “حرب الرمال” المغربية الجزائرية، وفي 1981 بسبب الجفاف، ثم في 1996 حين كان المغرب يعيش ما يعرف بخطر “السكتة القلبية”، والتي تزامنت مع فترة جفاف، ما اضطر الملك الراحل الحسن الثاني إلى مخاطبة الشعب عبر رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يوجههم فيها إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي لأن ذلك سيؤدي إلي استنزاف القطيع الوطني وخروج قدر من العملة الصعبة نحو الخارج لتغطية كلفة لااستيراد…

كما يبرز البعد السياسي لعيد الأضحى، في بعض الأحداث التي ارتبطت به في التاريخ الحديث، على رأسها استعمال الوطنيين المغاربة لهذه المناسبة كسلاح ضد المستعمر، حين دعوا إلى عدم الاحتفال بالعيد عقب نفي السلطان محمد الخامس، في إشارة تعني عدم منح السلطان المنصّب من طرف فرنسا، محمد بن عرفة، شرعية القيام بهذه الشعيرة بصفته وليا للأمر.

وفيما كان الملك الراحل قد رفض ملتمس مستشاره الراحل عبد الهادي بوطالب بإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي نهاية السبعينيات بسبب الأزمة الاقتصادية، كانت بعض اللحظات المأساوية في عهده قد ارتبطت بهذه المناسبة الدينية، سواء إقدامه علي إعدام بعض المتهمين في التورط في المحاولات الانقلابية لبداية السبعينيات في صباح يوم عيد الأضحى، أو اختيار النظام الجزائري هذا اليوم الديني بالتحديد ليقوم بطرد الآلاف من المغاربة سنة 1975، ردا علي تنظيم المسيرة الخضراء نحو الصحراء.

لقراءة الملف كاملا، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط