المغرب يرحب بقرار مجلس الأمن وقف حرب غزة ويدعو إلى تبني حل دائم
على خطى الدول العربية، رحب المغرب، اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، بقرار مجلس الأمن الدولي، لوقف الحرب في غزة، داعيا إلى تبني خارطة طريق تضمن عدم العودة إلى الوضع الحالي.
وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة اليوم الثلاثاء، في ندوة مشتركة مع نظيرته السلوفينية، إن المغرب يرحب بالقرار الذي يدعو إلى وقف فوري للحرب وعودة النازحين، ويعتبره خطوة إيجابية تسمح بعودة النازحين وتدفق المساعدات الإنسانية بدون قيود.
وأوضح بوريطة أن المغرب يطمح إلى الانطلاق من وقف إطلاق النار نحو رؤية واضحة لحل نهائي للنزاع من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في إطار حل الدولتين.
واعتبر بوريطة أنه من الضروري الخروج من منطق تدبير الأزمات في الشرق الأوسط نحو تبني حلول الدائمة، مضيفا أن “وقف إطلاق النار مهم لكنه ليس هدف، يجب أن يكون منطلق دينامية إيجابية بناءة”، منها الخطة الأمريكية التي عبر المغرب عن دعمه لها.
ومساء الاثنين، تبنّى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتا، بينما امتنعت روسيا عن التصويت وسط تجاوب أولي من حماس وعدم تعليق إسرائيلي مباشر.
وعقب جلسة مجلس الأمن، أعلنت حماس استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة (مع إسرائيل) بشأن تطبيق المبادئ التي نص عليها قرار مجلس الأمن، وأهمها “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع وعودة النازحين ورفض أي تغيير ديمغرافي”.
وخلال الجلسة، ادعت المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد، أن إسرائيل وافقت على “صفقة شاملة متوافقة تقريبا مع مقترح حماس تمهد لتسوية سياسية وتتيح إدخال مساعدات لغزة ووقف دائم لإطلاق النار وتبادل أسرى”.
وأضافت: “نحتاج أن تطبق إسرائيل وحماس بنود الصفقة دون قيد أو شروط”.
ووفق غرينفيلد، تنص المرحلة الأولى من المقترح على وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين في القطاع مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل.
كما تشمل “انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال”.
يُضاف إلى ذلك “التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون إليها، بما في ذلك الوحدات السكنية التي يقدمها المجتمع الدولي”.
وقالت غرينفيلد: “إذا دامت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع فإن وقف إطلاق النار سيستمر باستمرارها”، مضيفة: “كل الدول في هذا المجلس تريد رؤية وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.
فيما تشمل المرحلة الثانية “إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة، مع وقف العمليات العدائية بشكل دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة”.
أما بالنسبة للمرحلة الثالثة، فيشمل القرار “البدء بخطة طويلة المدى لإعادة إعمار غزة، مع إعادة جثث الرهائن المتوفين”، وفق المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت قرابة 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.