story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

قليل من “الزيّار” !

ص ص

كان واضحا بعد وديتي شهر مارس الماضي ضد أنغولا وموريتانيا، أن الناخب الوطني وليد الرݣراݣي وطاقمه المساعد تنتظرهم مهمة شاقة وتتطلب الكثير من القرارات الشجاعة من أجل إحداث تحول جذري في طريقة لعب الفريق الوطني، والإنتقال من الفريق الذي ينتظر خصمه في الخلف، إلى الفريق الضاغط والممتلك للكرة، والباحث طوال الوقت عن بناء العمليات الهجومية وتنويع أساليبها من أجل الوصول إلى المرمى بأكبر عدد من المحاولات.

شكوك كثيرة أُثيرت حول مقدرة وليد على ذلك، وأول الأسباب كان تراجع مستوى اللاعبين الذي بنى معهم الرݣراݣي علاقة ثقة مبالغ فيها في مونديال قطر، وإصراره على مواصلة الإعتماد على عدد منهم ضدا على كل المعطيات التقنية التي تفيد أنهم لم يعد لديهم ما يقدمونه للفريق الوطني، بعدما تقدموا في السن وغابت التنافسية عنهم، وضعُف منسوب اللياقة البدنية الكافية التي تتطلبها المواجهات الإفريقية.

الذي وقع أن وليد الرݣراݣي أراد بدء حقبة جديدة في الفريق الوطني لكن بالإعتماد على ركائز في التشكيلة بوجوه قديمة انتهت صلاحيتها وفقدت الكثير من أحقيتها لحمل القميص الوطني، ولم يعد لديها سوى الإسم الذي صنعته وسط الجمهور سابقا.. والفظيع أن وجود هؤلاء كان على حساب أسماء جديدة شابة ومتألقة مع أنديتها الأوربية، وفائزة معها بألقاب وازنة بعدما أصبحت رسميتها لا تناقش.

مباراة الجمعة الماضية ضد زامبيا، عرت على واقع بئيس أصبح يعيشه الفريق الوطني جراء هذه العلاقة “العاطفية” التي ربطها وليد الرݣراݣي مع لاعبي تشكيلته في مونديال قطر، والتي تحولت إلى “دسارة” مقرفة ظهرت أثناء القيام بالتغييرات في الشوط الثاني، وكيف “قلل الحيا” زياش والنصيري على الجميع بحركاتهم الرافضة للتغيير وكأننا إزاء لاعبين هواة “يقصرون” في فرق الأحياء، وليس أمام منتخب وطني ينتظر منه ملايين المغاربة مستوى يليق بتاريخه وسمعته.

الكم الهائل من اللاعبين ذوي المستوى العالي في أكبر الأندية العالمية الذي أصبح يتوفر عليه المغرب (بفضل جاليته في الخارج)، أصبح يفرض أن يتوفر الناخب الوطني وطاقمه على الشخصية القوية والصرامة اللازمة لفرض طريقة عمله ونظرته للأمور التقنية على اللاعبين مهما بلغت درجة نجوميتهم، وتحمل مسؤوليته في النتائج و”الآدا” أمام الجمهور.. وتوجيه رسالة واضحة مفادها ألا مكان لأي أحد يعتقد أنه النجم الأوحد، أو أنه وحده “مضوي البلاد”، وأن المراكز أصبحت غالية في الفريق الوطني وتتطلب الكثير من التنافسية والإجتهاد والإنضباط و”صغورية الراس”.. وإلا فلائحة المنتظرين لفرصتهم مع منتخب البلاد طويلة وعريضة وبها أسماء تستحق اللعب في التشكيلة الرسمية بدل الجلوس على مقاعد البدلاء.

فقليل من “الزيّار”.. يرحمكم الله.