الغابون.. بلاد الثروات والانقلابات
استفاق الغابونيون اليوم على وقع انقلاب عسكري هز البلاد بعدما أعلن ما يزيد عن 10 من كبار ضباط الجيش الغابوني استيلاءهم على السلطة في بيان بث من داخل القصر الرئاسي على قناة “غابون 24”.
وقال قائدو الانقلاب في البيان المتلفز “نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات قررنا باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام… من خلال إنهاء النظام القائم”.
ويعود النظام القائم الذي يقود الغابون إلى سنة 1961، حينما تم انتخاب ليون إمبا، عن الحزب الديموقراطي الغابوني، كأول رئيس للبلاد بعد نيل هذه الأخيرة استقلالها عن فرنسا سنة 1960، وظلت المصالح الفرنسية على مر السنوات عاملا حاسما في تحديد هوية الرئيس الذي يجب أن يتولى قيادة الغابون.
ظل إمبا رئيسا للغابون حتى وفاته سنة 1967، وخلفه عمر بانغو أنوديمبا الذي كان حينها يشغل منصب نائب الرئيس، واستمر هو الآخر رئيسا للدولة حتى وفاته سنة 2009، ليخلفه ابنه علي بانغو أنوديمبا الذي أطيح به صباح اليوم في انقلاب عسكري قد ينهي مرحلة حكم الحزب الواحد، الحزب الديموقراطي الغابوني.
وتعد الغابون التي تتبنى النظام شبه الرئاسي كنظام للحكم، أحد الدول الغنية في منطقة غرب وسط القارة الافريقية، كونها تتوفر على موارد طبيعية غنية من بينها النفط والذهب والخشب والمنغنيسيوم واليورانيوم والحديد، جعلت مؤشر التنمية البشرية في البلاد هو الأعلى من بين دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وحققت الغابون خلال السنوات الأخيرة، نموا اقتصاديا قويا حسب تقارير البنك الدولي، وأصبحت من بين الدول الإفريقية صاحبة أعلى معدل دخل فردي، بفضل ثرواتها المتنوعة كالنفط والذهب واليورانيوم والمغنيسيوم.
ويبلغ إنتاج الغابون من النفط قرابة 193 ألف برميل في اليوم، باحتياطي يصل إلى ملياري برميل حسب لموقع worldometers، مكنها من احتلال المرتبة 35 عالميا، ورابع أكبر منتج للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، إنتاج الغابون من النفط يعادل 260.9 ضعف استهلاكها السنوي، وهو ما يمكنها من تحقيق اكتفاء ذاتي من هذه المادة لـ 261 سنة.
وتعد الغابون عضوا في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، ووفقا لبيانات المنظمة، فإن الغابون أصبحت عضوا كامل العضوية في “أوبك” عام 1975، لكنها أنهت عضويتها عام 1995، قبل أن تنضم مرة أخرى إلى المنظمة عام 2016.
وتعتبر مادة الخشب في الغابون أحد روافد التنمية الاقتصادية في البلاد، بحيث يصل الإنتاج الوطني من هذه المادة إلى 35 ألفا و400 متر مكعب، بفضل المساحة الغابوية الشاسعة التي تضم نحو 4000 نوع من الأشجار.
وبالإضافة إلى النفط والخشب، تمتلك الغابون أيضا موارد طبيعية أخرى، مثل الذهب والمغنيسيوم واليورانيوم، بحيث يعتبر هذا البلد الإفريقي، واحدا من أكبر منتجي مادة اليورانيوم في العالم، التي بدأ في إنتاجها أوائل سنة 2000، وأصبحت جزءا مهما من اقتصاده، بعدما راكم احتياطيات كبيرة من خام اليورانيوم عالي الجودة.
وتمثل صادرات الغابون من مادة اليورانيوم، التي يتم تصدير غالبيتها نحو فرنسا والصين، حوالي 20% من إجمالي عائدات التصدير.
وتبلغ المساحة الجغرافية لدولة الغابون حوالي 270.000 كلم مربع، يسكنها 1,500,000 نسمة، و يحدها المحيط الأطلسي غربا وغينيا الاستوائية شمالا نحو الغرب والكاميرون شمالا وجمهورية الكونغو شرقا نحو الجنوب. وتشكل الغابات الاستوائية 85% من المساحة الكلية للبلاد كونها تقع في المنطقة الاستوائية (جنوب خط الاستواء).
وجاء الانقلاب العسكري الذي عرفته الغابون، بعد إعلان لجنة الانتخابات في البلاد عن نتائج الانتخابات الرئاسية الغابونية التي جرت الأسبوع الماضي والتي أعلنت فوز الرئيس علي بانغو بولاية ثالثة بحصوله على 64,27% من الأصوات.