الأشعري: حكومة التناوب كانت أساسية في الانتقال من عهد إلى آخر
أفاد الشاعر والروائي والوزير السابق محمد الأشعري، بأن ما حدث في حكومة التناوب، كان مهما في التاريخ السياسي المغربي، كونها تزامنت مع انتقال الحسن الثاني رحمه الله إلى الرفيق الأعلى بعد سنة من تشكيلها، وبزوغ العهد الجديد. معتبرا وجودها كان شيئا جيدا وأساسيا في ذلك الانتقال من عهد إلى أخر.
حكومة التناوب والآمال المعلقة
وصرح الأشعري خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت للمغرب” ، أنه يرى بأن تجربة التناوب كانت لها إيجابيات، “وقدمت أشياء كثيرة في المجال السياسي على وجه الخصوص وحتى في مجال تدبير السياسات العامة، وكان من الممكن أن تكون أفضل”، موضحا أنه من الأشياء التي تسببت في مصاعب لحكومة التناوب “هو ثقل الآمال المعلقة عليها، وعدم تناسبها مع ما يسمح به الوضع المغربي في تلك الفترة”.
وقال المسؤول الحكومي السابق إنه “ما يؤاخذ علينا في هذا الموضوع، هو أن تجربتنا لم تتوقف، في مرحلة دقيقة بعد أربع سنوات أو خمس لتقييم موضوعي وجدي يبرز الإيجابيات، لكنه لا يتردد في الاعتراف بالسلبيات وبالأخطاء التي حدثت”، مشيرا إلى أنه كان من القلائل الذين طالبوا بأن يعقد مؤتمر استثنائي للحزب لتقييم تجربة التناوب، و”للأسف لم يسمع أحد إلى هذا الرأي”.
وأضاف الأشعري بالقول “أظن أن الفترة التي نشأت فيها حكومة التناوب تحقق فيها، حسب موازين القوى التي كانت موجودة آنداك، وحسب تطورات الوضع السياسي الذي نعرفه جميعا، تشكيل حكومة بصيغة مقبولة إلى حد ما، لكن هناك دائما ثغرات في كل تجربة، ومن هذا النوع ومن السهل أن نقول الآن، أنه كان من الممكن الحصول”.
من الثقافة إلى السياسة..
وأجاب محمد الأشعري عن كيفية وقوع الاختيار عليه لتولي المهمة الحكومية كوزير ثقافة، وقال إنه كانت أسماء أخرى مقترحة سبقته، مبرزا أنه عند اقتراحه باسم الحزب “لم أقبل لظروف شخصية، ربما أنا من الأواخر الذين اقتُرحوا لهذا الأمر، وهو ما وضعني في مأزق، لأنني شخصيا لم أكن مستعدا على الإطلاق لتحمل هذه المسؤولية الحكومية”.
وقال الأشعري إنه اشتغل في الوسط الثقافي كرئيس لاتحاد كتاب المغرب ثلاث ولايات متصلة، ومسؤولا في المكتب المركزي، واشتغلت في الجمعيات الثقافية أيضا، وقال “أحاول أن أزاوج في مساري بين ما كان يسمى آنذاك بالنضال الثقافي، وبين الإخلاص للكتابة التي هي أولا وقبل كل شيء جوهر التزاماتي الخاصة مع نفسي ومع الآخرين”.
وأضاف الأشعري بالقول إن “خروجي من هذا المسار وضعني في مأزق، لكنني لم أجد من المقبول أن أمانع في تحمل المسؤولية في حكومة تقوم بعمل يكاد يكون شعريا، لأنه توليف بين فترتين وبين طموحين وبين إرادتين، ووسيلة لطي صفحة الماضي وفتح آفاق جديدة” يقول الأشعري.
اليوسفي ..قيادة حكيمة وكاريزما فريدة
ووصف الأشعري شخصية الراحل عبد الرحمان اليوسفي، التي تجمع بين الحنكة السياسية والكاريزما الفريدة، موضحا أن قيادته الحكيمة ساهمت في تحقيق انتقال سياسي سلس، وأثبتت قراراته المتوازنة تفانيه في خدمة المصلحة العامة.
وأكد المسؤول الحكومي السابق، أن اليوسفي لم يكن شخصًا يسعى لتمرير قراراته خارج الحزب، “بل كان يتبنى نهجًا تشاوريًا، يستمع للقيادات الحزبية ويستشيرهم، لكنه يحسم الأمور بطريقته الخاصة. هذه القدرة على التوازن بين الاستماع والحسم جعلته قادرًا على تجنب تفجير الحزب من الداخل”، اليوسفي كان يعرف أن الوصول إلى نتائج جيدة واختيارات سليمة يتطلب توافقًا داخليًا، وهذا ما جعله يحظى بالاحترام والتقدير داخل الحزب، يضيف المتحدث ذاته.
وخلص الأشعري بالإشارة إلى أن تشكيل الحكومة كان يتم بتنسيق مسبق مع القصر الملكي، مؤكدا أن المؤسسة الملكية لم ترفض أي من الأسماء المقترحة، “مما يدل على الثقة المتبادلة والاحترام بين الطرفين”، مشددا على أن هذا التنسيق تطلب الكثير من الكتمان والوقت لضمان اختيار الوجوه المناسبة التي ستساهم في نجاح حكومة التناوب.
لقراءة الحوار كاملا، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط