“العطش” يهدد برشيد والساكنة تلوح بالاحتجاج دفاعا عن حقها في الماء
على مشارف فصل الصيف، تعاني ساكنة برشيد من أزمة “عطش” على إثر استمرار انقطاع متكرر للماء عن صنابير منازلها، وهو الأمر الذي تستنكره فعاليات حقوقية بالمدينة ملوحة بإمكانية خوض احتجاجات في الأيام المقبلة “دفاعا عن حق الساكنة في الماء”.
وجاء ذلك في بلاغ لـ”التنسيقية المحلية لفعاليات وهيئات المجتمع المدني ببرشيد” صادر عنها يوم أمس الأربعاء 29 ماي الجاري، والذي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه وقالت التنسيقية إنها “تتابغ باستياء كبير الانقطاعات المتكررة واليومية للماء الشروب بالمدينة”.
هذا الانقطاع الذي أكدت التنسيقية أنه “يؤثر سلبا على الحياة الطبيعية للمواطنات والمواطنين” منتقدة ما وصفته بـ”عجز المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والسلطات الإقليمية والمنتخبة عن إيجاد حلول عملية لأزمة العطش التي باتت تضرب مدينة برشيد منذ أشهر عديدة بالرغم من النداءات المتكررة للساكنة”.
وعن الأسباب المؤيدة لهذه الأزمة التي “تهدد الساكنة بالعطش”عبرت التنسيقية ذاتها عن إدانتها للاستغلال الذي وصفته بالبشع للمياه أثناء السقي والتي قالت إنها استنزفت الفرشة المائية.
وعبرت عن استنكارها لإدخال “مجموعة من المنتوجات الزراعية والتي تستنزف كميات كبيرة من الماء إلى الإقليم وفي مناطق شاسعة وبكميات كبيرة وذلك من أجل التصدير” شاجبة “تأخر سياسات الدولة في مجال تصفية المياه العادمة وتحلية مياه البحر للاسعمالات المنزلية والفندقية في سقي الحدائق وملاعب الكولف والمسابح عوض استعمال المياه الصالحة للشرب”.
وأمام هذه الأزمة رفعت التنسيقية المدنية في بلاغها مطالب عاجلة للسلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة بضرورة اتخاذ خطوات ومرافعات حاسمة لتوفير المياه للمواطنين والمواطنات، قائلة إنه “أحد الحقوق التي لا يمكن العيش بدونها ولا التنازل عنها”.
وفي الآن ذاته عبرت التنسيقية عن استعدادها لخوض كافة الأشكال الاحتجاجية المشروعة إلى جانب كل القوى بالمدينة من أجل رفع ما تصفه بـ”الحيف” عن الساكنة وتمكينها من حقها في الماء الشروب.
وفي السياق كان المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قرر بتاريخ الجمعة 12 أبريل المنصرم تخفيض صبيب المياه على مدينة برشيد والجماعات الترابية المحيطة بها، وذلك بسبب تراجع منسوب المياه بشكل حاد في سد “المسيرة” المزود الرئيسي للمدينة ونواحيها.
وأفاد بلاغ للمكتب أنه لمواجهة هذه الأزمة وضمان تزويد ساكنة برشيد بالماء الشروب، “قرر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، خفض صبيب المياه خلال الفترة الليلية الممتدة من الساعة الحادية عشرة ليلا إلى حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، انطلاقا من يوم الجمعة 12 أبريل 2024، على أن يستمر هذا الإجراء حتى تتحسن وضعية الموارد المائية”.
وتأتي هذه الخطوة، حسب نفس المصدر، “في إطار التدبير للموارد المائية والمحافظة عليها قصد ضمان تزويد ساكنة مدينة برشيد بالماء الشروب بشكل يتماشى مع الحاجيات اليومية، في ظل الظرفية الحالية المتسمة بالانخفاض الحاد في حقينة السدود”.
وكان المكتب قبل ذلك، قد أعلن عن أن عملية التزود بالماء الشروب ببرشيد ستعرف انخفاضا طيلة شهر رمضان المنصرم، كما سبق ذلك إجراءات أخرى، في شهر يناير الماضي، إذ تم العمل على خفض الصبيب، وهو ما يؤكد أن المدينة تشهد أزمة ماء حادة.