مغربي ضحية تهديد “الموساد” للمحكمة الجنائية الدولية
كشفت تقرير مشترك بين صحيفة “الغارديان” وصحيفة “Local Call” أن “الموساد أبدى اهتماما شديدا بأفراد عائلة فاتو بوم بنسودة، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، وحصل على نصوص مسربة من تسجيلات سرية لزوجها المغربي، ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام تلك المواد لتشويه سمعة المدعية وفقا لمصدرين على دراية مباشرة بالوضع”.
وحسب “Local Call”، فإن “المدعية العامة السابقة، متزوجة من فيليب فايزال بن الغالي بنسودة، مغربي ينحدر أبواه من مدينة فاس، ويشتغل في مجال الصيد البحري، وهو واحد من أنجح رجال الأعمال في غامبيا، لكنه غير معروف على نطاق واسع في المجال العام أو السياسي مثل زوجته”.
فيما قالت صحيفة “الغارديان” في تقريرها، إن يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، استخدم أساليب ضغط غير أخلاقية ضد فاتو بنسودا، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، بهدف إيقاف تحقيقات حول جرائم حرب إسرائيلية. تضمنت هذه الأساليب تهديدات وابتزازات وتورطا في التجسس على زوجها فيليب، والمصادر التي نقلت عنها “الغارديان” تشير إلى أن هذه الضغوطات زادت من شعور بنسودا بتهديد أمني شخصي.
وتضيف الصحيفة البريطانية، أنه “ووفقا للروايات التي تمت مشاركتها مع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، يُزعم أنه قال لها: يجب عليك مساعدتنا ودعنا نعتني بك، أنت لا تريدين التورط في أشياء يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر”.
وقال مصدر ثالث وصفته الصحيفة بـ “المطلع” على العملية، إن “كوهين كان بمثابة “الرسول غير الرسمي” لنتنياهو، وأكدت أربعة مصادر للصحيفة أن “بنسودة أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهددة بشكل متزايد”.
ووفقا لخبراء قانونيين ومسؤولين سابقين في المحكمة الجنائية الدولية نقلت عنهم الصحيفة، فإن “الجهود التي بذلها الموساد لتهديد بنسودة أو الضغط عليها يمكن أن ترقى إلى مستوى الجرائم ضد إدارة العدالة بموجب الفقرة (د) من المادة 70 من نظام روما الأساسي، المعاهدة التي أنشأت المحكمة، والتي تنص على أن للمحكمة الاختصاص في متابعة الأفعال الجرمية المخلة بمهمتها في إقامة العدل، عندما ترتكب عمدا”، والتي من بينها “إعاقة أحد مسئولي المحكمة أو ترهيبه أو ممارسة تأثير مفسد عليه بغرض إجباره على عدم القيام بواجباته، أو القيام بها بصورة غير سليمة، أو لإقناعه بأن يفعل ذلك”.