story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

تحقيق: مدير الموساد “هدد” المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بشأن التحقيق في جرائم الحرب

ص ص

كشف تحقيق أجرته صحيفة “الغارديان” أن يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز الموساد، هدد فاتو بنسودا، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، في سلسلة من الاجتماعات السرية؛ حاول كوهين خلالها الضغط عليها لثنيها عن التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفقا للتحقيق الذي نشرته الصحيفة البريطانية اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024، فإن “الاتصالات السرية” التي أجراها كوهين مع بنسودا تمت في السنوات التي سبقت قرارها في مارس 2021، بمصادقة قضاة المحكمة على فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق الذي بدأته بنسودا “بلغ ذروته الأسبوع الماضي عندما أعلن خليفتها، كريم خان، أنه يسعى لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت على خلفية الجرائم المرتكبة في إطار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.

بين الترغيب والتهديد

وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع بأن “أنشطة كوهين ضد بنسودا كان مصرحا بها على مستوى عال وتم تبريرها على أساس أن المحكمة تشكل تهديدا بملاحقة عسكريين إسرائيليين”. 

وذكر مصدر آخر وصفته الصحيفة بـ “المطلع” أن كوهين كان بمثابة “المبعوث غير الرسمي” لنتنياهو، وأضاف مصدر إسرائيلي آخر مطلع على التهديدات التي تعرضت لها بنسودا، أن “هدف الموساد كان مساومة المدعية العامة للتوصل إلى تسوية ترضي الجانب الإسرائيلي أو تجنيدها كشخص يتعاون مع إسرائيل”، وأوضحت الصحيفة أن “كوهين قاد حملة في الموساد استمرت ما يقرب من عقد من الزمن في محاولة لتقويض المحكمة”.

وزعمت أربعة مصادر تحدثت للصحيفة أن “بنسودا” أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المهددة بشكل متزايد”. وأشارت إلى أن “ثلاثة مصادر على دراية بالتقارير الرسمية التي قدمتها بنسودا للمحكمة في هذا الشأن”.

أوضحت المصادر أن كوهين مارس ضغوطا على بنسودا في عدة مناسبات وصلت إلى حد تهديد أمنها وأمن عائلتها الشخصي، في محاولة لمنعها من المضي قدما في التحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أمام المحكمة الجنائية الدولية. 

مناورات خسيسة

وبحسب التقرير، قال كوهين لبنسودا: “عليك أن تساعدينا وتدعينا نعتني بك؛ أنت لا تريدين التورط في أمور يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر”، وذكر أحد الأشخاص المطلعين على أنشطة كوهين وفق التقرير أنه استخدم “تكتيكات خسيسة” ضد بنسودا كجزء من جهد فاشل في النهاية لتخويفها والتأثير عليها، وشبهوا سلوكه بـ”الملاحقة”.

وأوضحت ذات التقرير، أن “مدير الموساد” حاول في البداية “بناء علاقة مع المدعية العامة” ولعب دور “الشرطي الصالح” في محاولة لسحرها، وتابع التقرير أن “الهدف الأولي يبدو أنه كان تجنيد بنسودا للتعاون مع إسرائيل”.

وبحسب التحقيق “تغيرت لهجة اتصال كوهين وبدأ في استخدام مجموعة من التكتيكات، بما في ذلك “التهديدات والتلاعب”، حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على الاجتماعات، ودفع هذا بنسودا إلى “إبلاغ مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بسلوكه”.

وأفاد التقرير أن “الموساد أبدى اهتماما كبيرا” بأفراد عائلة بنسودا، وحصل على تسجيلات سرية لزوجها، وحاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعة المدعية العامة؛ وذكرت الصحيفة أن ذلك كان جزءًا من “حرب” سرية شنتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضد المحكمة الجنائية الدولية على مدار أكثر من 10 أعوام.

حليف غير متوقع

ووفقا لخبراء قانونيين ومسؤولين سابقين في المحكمة الجنائية الدولية، فإن جهود الموساد لتهديد بنسودا أو الضغط عليها قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد إدارة العدالة بموجب المادة 70 من نظام روما الأساسي، المعاهدة التي أنشأت المحكمة. 

وكشفت الغارديان أن “إسرائيل تلقت دعما من حليف غير متوقع، وهو الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، الذي لعب دورا داعما في المؤامرة”، فيما أشارت إلى تحذيرات المدعي العام الحالي بأنه لن يتردد في مقاضاة “محاولات إعاقة أو تخويف أو التأثير بشكل غير لائق” على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية.

حسام هرهوري- صحافي متدرب