“وا الكوديم طلع تضيم”..
وأخيرا عاد النادي المكناسي إلى “حضيرة” القسم الوطني الأول، بعد 11 سنة قضاها بين أقسام الهواة والدرجة الثانية للبطولة “الإحترافية، على بعد ثلاث دورات من نهاية الموسم الحالي، وتصدره للترتيب العام منذ دورات عديدة.
الصعود الذي لا يمكن إلا أن يكون مصدر ارتياح ل”مكانسة” وأيضا لعموم متتبعي البطولة الوطنية، بالنظر لكون الكوديم ليس ناديا عاديا “قطر بيه السقف” قبل سنوات قليلة، بل سجله التاريخي الكبير يشهد على عراقته مثل المدينة التي ينتمي إليها، واللائحة الطويلة والعريضة من اللاعبين الأفذاذ الذين أنجبهم النادي المكناسي عبر سنين وجوده، تذهب بنا إلى خلاصة منطقية، هي أن مكانه الطبيعي هو بين أندية الصفوة في المغرب وأيضا بين المتصارعين على ألقاب البطولة والكأس والمراتب المؤدية إلى المنافسات القارية.
مثلما فرحنا لصعود ناد مرجعي في كرة القدم الوطنية لمكانته الطبيعية، مثلما نتمنى أن تحدو حدوه أندية تاريخية أخرى كانت قد “تلى بها الزمان” ورماها إلى غياهب أقسام المظاليم مثل الكبير القنيطري “الكاك” الذي تخلص من قسم الهواة هذا الموسم وحقق الصعود إلى القسم الثاني على أمل مواصلة الطريق نحو القسم الأول خلال الموسم القادم، فيما أندية عريقة أخرى لازالت تصارع على آخر الأوراق للعودة إلى الأضواء مثل الدفاع الحسني الجديدي والكوكب المراكشي.
عودة النادي المكناسي إلى القسم الأول سيكون من الغباء اعتباره إنجازا أو نهاية مشوار تحقق، بل هو بداية استعادة الكرامة الكروية لفريق لعب فيه المحترمون الكبار مثل حمادي حميدوش، والمرحوم عزيز الدايدي، ومصطفى بيدان، وإدريس باديدي، والصامبا، وعبد الجليل كماتشو، وبنحليمة وبودومة و القائمة تطول.. الأمر يتطلب تظافر كل الفعاليات المكناسية لتوجيه هذه الولادة الجديدة لناديهم التاريخي نحو هيكلة احترافية تحترم إسم الكوديم، وتؤهله ليكون قاطرة لإعادة الإعتبار لرمزية “عاصمة العواصم” في مجالات أخرى غير كرة القدم.
أهل كرة القدم في مكناس عليهم ألا يكرروا تجربة جارهم المغرب الفاسي بعد عودته للقسم الوطني الأول بعد سنوات عجاف في القسم الثاني.. فمثلما اليوم نفرح للكوديم، كنا قد فرحنا للماص بعودته لقسم الأضواء، وتوقعنا أن يحتل مكانته بين الكبار كما كان يحدث في الأزمنة المجيدة الخوالي، لكن بعد مرور أشهر قليلة وجدناه يسبح هو الآخر في نفس مستنقع “التخربيق” والإرتجالية والتسيير الفردي الهاوي الذي تغرق فيه جل الأندية المغربية، حتى لم يعد اليوم لإسمه وتاريخه معنى ولا فائدة.