تقرير: نسبة انقطاع الأدوية في الصيدليات المغربية تتجاوز 19 بالمائة
تعيش الصيدليات المغربية مؤخرا على وقع انقطاع في عدد كبير من الأدوية الحيوية، حيث أضحت رفوف هذه الصيدليات خالية من أكثر 19 بالمائة من الأدوية المتاحة عادة، حسب أرقام كشفت عنها ليلى السنتيسي، المديرة العامة للفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي في تصريح لمجلة “جون أفريك” الفرنسية.
تعليقا على الموضوع أكد حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب أن انقطاع الأدوية من الصيدليات تبقى مسألة شبه عادية في عالم صناعة الأدوية، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب يتعلق أبرزها باحتكار الصين والهند بإنتاج 95 بالمائة من المواد الأولية التي تدخل في صناعة الأدوية، موضحا أي إضراب في إنتاج إحدى هاتين الدولتين فإنه سيؤدي إلى انقطاع إمدادات بعض الأدوية عن الصيدليات في العالم.
سبب آخر، يضيفه كديرة، يتعلق بتفضيل المختبرات العاملة في هذا المجال إلى توجيه إنتاجها من الأدوية نحو الأسواق الدولية الكبرى أولا، قبل المرور إلى الأسواق الأصغر حجما كالمغرب.
وأكد كديرة أن نسبة انقطاع الأدوية في المغرب تظل أقل من العديد من الدول الأخرى بما فيها فرنسا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة العمل أكثر لضمان الإمداد الكافي من الأدوية على طول السنة.
في المقابل، ولمواجهة هذه الأزمات المتكررة لانقطاع بعض الأدوية، أكد كديرة أيضا على ضرورة منح الصيادلة “حق الاستبدال”، الذي يخول لهم استبدال الدواء ب”دواء جنيس” بنفس المكونات و بنفس الجرعات، وذلك في حالة عدم توفر الدواء المنصوص عليه في الوصفة الطبية بالصيدليات ولدى موزعي الأدوية.
وأردف أنه حاليا لا يتمتع الصيادلة في المغرب بهذا الحق بسبب “هفوة في القانون المنظم للمهنة”، مشيرا إلى أن العديد من الدول في العالم اعتمدت هذا الحق لتدبير بعض الانقطاعات المؤقتة لبعض الأدوية.
من جانبه كان وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب قد أكد سابقا خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أن مشكل انقطاع الأدوية “المتكرر” بالصيدليات، غير مرتبط بالمغرب فحسب ويتعلق أساسا بالاضطرابات التي تشهدها السوق العالمية، مبرزا ان تاريخ المشكل يعود إلى سنة 2022 حينما كانت السوق العالمية تشهد اضطرابات بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19”.
في المقابل فإن العديد من المصابين ببعض الأمراض تتوقف سلامتهم الصحية على تلقيهم الدواء المناسب وإلا فإن التداعيات ستكون خطيرة جدا، كما هو الحال في الفترة الأخيرة مع مرضى “الغدة الكظرية” الذي يعيشون على حافة أزمة صحية خانقة بسبب انقطاع دواء “الهيدروكورتيزون”
وقد يعني التوقف عن أخذ هذا الدواء الدخول في أزمة صحية تسبب للمريض مضاعفات خطيرة كانخفاض الضغط الدموي وانخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، حيث يقوم هذا الدواء بمهمة حيوية لتنظيم وظائف الجسم، وضبط الاستجابة المناعية وضغط الدم، ويمكن أن تصل مضاعفات التوقف عن استهلاك هذا الدواء حد دخول المريض في غيبوبة قد تودي بحياته إذا لم يتم إسعافه بالدواء في الوقت المناسب.