story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

الشعباني: المغاربة لن يتخلوا عن شعيرة الأضحية رغم ارتفاع أسعارها

ص ص

مع اقتراب عيد الأضحى، يتجدد النقاش حول واجب أداء هذه الشعيرة الدينية، خاصة في ظل موجة الغلاء التي تعصف بالقدرة الشرائية للمغاربة منذ أزيد من سنتين.

وعلى إثر ذلك، يرى عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه ليس من الضروري اقتناء أضحية العيد بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها، معتبرين ذلك “ليس فريضة دينية”، وهو الرأي الذي لا يوافقه طيف واسع من المغاربة.

أكد الأستاذ الباحث في علم الاجتماع بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط علي الشعباني، أن المغاربة سيحافظون على تأدية شعيرة عيد الأضحى والاحتفال بها بالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي هذا العام.

وصرح الشعباني لصحيفة “صوت المغرب” قائلاً: “بالرغم من ارتفاع أسعار الأضاحي، لن يتخلى المغاربة عن شعيرة عيد الأضحى، لأن هذه المناسبة الدينية في المجتمع المغربي لا تقتصر فقط على دلالاتها الدينية بل تعتبر عادة اجتماعية راسخة.”

وأشار المتحدث إلى أن عيد الأضحى يمثل مناسبة ذات طابع اجتماعي أكثر من ديني، حيث يتسم العيد بنكهة خاصة تدفع الناس إلى التوقف عن العمل والاحتفال بالعلاقات الاجتماعية خارج إطار العلاقات الاقتصادية. موضحا أن المغاربة يجدون حلولًا متنوعة للاحتفال بهذه المناسبة، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مثل شراء أضاحي بتكلفة أقل، أو تأدية هذه الشعيرة بشكل جماعي داخل العائلة الممتدة.

ارتفاع الأسعار ودعوات للإلغاء

بدأ العد العكسي لاستقبال عيد الأضحى هذا العام، في ظل ارتفاع الأسعار، حيث بلغت نسبة ارتفاع أثمان الأضاحي هذه السنة بالمقارنة مع السنة الماضية 15%.

ووسط هذه الزيادة، ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإلغاء شعيرة الأضحية. ومع ذلك، يؤكد شعباني أن العيد يمثل قيمة اجتماعية قوية وأن التقاليد والعادات الاجتماعية المتوارثة تجعل من الصعب على المغاربة التخلي عن هذه الشعيرة.

وأوضح الشعباني أن بعض الأسر المغربية قد لا تهتم بالأضحية سوى من باب التفاخر بين العائلات والجيران، وشراء أكبر الأكباش وأحسنها، مشيرًا إلى أن منطق المنافسة هذا يدخل في إطار تقاليد المجتمع المغربي منذ القدم.

الأعياد وقيمتها في الحياة الاجتماعية

يعتبر الاحتفال بالأعياد من القيم الثابتة في الحياة الاجتماعية المغربية، حيث تحتفظ الذاكرة الشعبية بجغرافية زمانية وثقافية واجتماعية لكل عيد ولكل حفلة. من عيد الفطر إلى عيد الأضحى، ثم باقي المناسبات الدينية الأخرى مثل عاشوراء والمولد النبوي، وحتى الاحتفالات الشخصية كحفلات الختان والزواج.

وأكد الشعباني أن العائلة المغربية تعرضت لتطورات اجتماعية وثقافية واقتصادية عميقة أكسبتها عادات وتقاليد جديدة مع الزمن، ولكن بعض العادات والتقاليد اللصيقة بالثقافة المحلية ظلت محفوظة ومقدسة، معتبرة إياها جزءًا من الكيان الروحي والعقائدي، مما يجعل التخلي عنها أمرًا مرفوضًا اجتماعيًا وثقافيًا وحتى عقائديًا.

الاستمرار رغم التحديات المادية

وخلص علي الشعباني إلى أنه بالرغم من المشاكل والصعوبات الاقتصادية والمالية، وبالرغم من اقتحام نماذج احتفالية جديدة، فإن العائلة المغربية تصر على ضرورة الاحتفال بعيد الأضحى، مبرزا أن الاحتفال بالأعياد، بما تحمله من شحنة معنوية، حاجة إنسانية يشعر الناس بضرورة التمسك بها، “مما يعكس تمسكهم الوطيد بالعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة والمرتبطة بهذه المناسبات”.