إيران ما بعد رئيسي .. خبير: لـ”طهران قدرة كبيرة على تجديد النخب”
عقب الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، إثر حادث سقوط مروحية كانت تقله رفقة وزير خارجيته إلى جانب شخصيات إيرانية أخرى، تطرح التساؤلات بشأن الوضع الإيراني بعد وفاة الرئيس.
وهو الوضع الذي يقول محللون سياسيون إنه لن يعرف التأثر، مبررين ذلك بكون أن إيران بلد له القدرة على صناعة المنخب وتجديدها وهي القدرة التي تميز طهران عن باقي محيطها الإقليمي، وفق ذات الخبراء.
إيران.. النخب المتجددة
وفي هذا الصدد قال الخبير المغربي في الشأن الإيراني خالد يايموت عضو مجلس خبراء ”المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية في تعليق له حول الموضوع لـ”صوت المغرب” صباح اليوم الاثنين 20 ماي الجاري، إن خصائص الدولة الإيرانية متميزة من الناحية الإقليمية، ومضى شارحا أن مكمن هذا التميز موجود على مستوى المؤسساتي.
وتابع أن هناك مؤسسات راسخة في الدولة الإيرانية المعاصرة، معتبرا أن لـ”طهران قدرة كبيرة في تجديد النخب” وهو ما ربطه الخبير بالتجدد المستمر في السنوات الأخيرة لنخب هذا البلد على المستويات العسكرية والمدنية.
وخلص المحلل إياه إلى أن وفاة الرئيس الإيراني أو حتى أحد القيادات العسكرية الكبرى “لن تؤثر بشكل كبير جدا على الدولة الإيرانية” وأضاف أن هذه الخاصيتين اللتين أتى على ذكرهما “ناتجة عن تغيرات كبيرة قادتها إيران على المستوى الهيكلي منذ بداية التسعينات”.
وفي هذا الصدد قال إن إيران “أنشأت عدة مراكز تابعة للدولة مهتمة أساسا بصناعة النخب المدنية والعسكرية” هذا الأمر تحديدا وفق الخبير في الشأن الإيراني، “هو ما يميز هذه الدولة عن محيطها الإقليمي ويجعلها مختلفة كليا عن سائر الدول العربية بل وحتى عن تركيا”.
“المرشد الأعلى” والرئيس
وعاد خالد يايموت إلى الدستور الإيراني وإلى صلاحيات الرئيس نفسه، موضحا أنه لا يتمتع في الحقيقة بصلاحيات كبرى، ذلك أن الدستور الإيراني “شتت السلطات السيادية” وهو ما يجعل الرئيس الإيراني في نهايو المطاف، سلطة من ضمن سلطات سيادية أخرى.
وأوضح الخبير أنه “يمتلك سلطة أساسية نعم ولكنها ليست الرئيسية” وذلك لأن هذه الأخيرة تعود إلى “الولي الفقيه” أو “المرشد الأعلى” وإلى هيئات أخرى موازية.
وتابع أنه من الناحية العسكرية أو الأمنية “هناك في الدولة الإيرانية عدة أجهزة” وهو ما يجعل إيران وفق خالد يايموت “دولة قادرة دائما على مواجهة الأزمات حتى وإن كانت الوفاة المفاجئة للرئيس”.
عن الخَلف المؤقت
وسيتولى محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، منصب الرئيس موقتا لغاية تنظيم انتخابات رئاسية خلال 50 يوما. ويعتبر مخبر البالغ من العمر 68 عاما، أحد المقربين من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل في كل شؤون الدولة.
وأدرجه الاتحاد الأوروبي مخبر بين عامي 2010 و2012 على قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات بسبب ما قيل عنه إنه ضلوع له في “أنشطة نووية وأنشطة للصواريخ الباليستية”.
وبصفته الرئيس المؤقت والعضو في مجلس مؤلف من ثلاثة أشخاص مع رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية، مخبر سيرتب إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال 50 يوما من وفاة الرئيس.
ولعب مخبر أدوارا عسكرية، إذ كان ضمن فريق من المسؤولين الإيرانيين الذين زاروا موسكو في 2021 ووافقوا على تزويد الجيش الروسي بصواريخ أرض-أرض والمزيد من الطائرات المسيرة، كما ترأس من قبل صندوق ستاد للاستثمار المرتبط بالزعيم الإيراني الأعلى.
وفي 2010، أدرج الاتحاد الأوروبي اسم مخبر في قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات بسبب ما قيل عن الضلوع في “أنشطة نووية وأنشطة للصواريخ الباليستية”. وبعد عامين من ذلك التاريخ، أزال التكتل اسمه من تلك القائمة.
في 2013، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية “ستاد” الذي يسيره مخبر و37 شركة يشرف عليها الصندوق في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأمريكية.