مؤازرة لأبنائهم.. آباء طلبة الطب يقررون خوض اعتصام أمام البرلمان
في خطوة احتجاجية غير مسبوقة قرر آباء طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة خوض اعتصام بالشموع أمام البرلمان مرفوقين بالطلبة، وذلك احتجاجا على التوقيفات “القاسية” التي طالت عددا منهم، ومن أجل تأكيد ضرورة العودة للحوار.
ومن المنتظر أن ينفذ الآباء اعتصامهم يوم غد السبت 18 ماي الجاري، وفق ما أكدته مصادر “صوت المغرب” من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، والتي قالت إن ذلك يأتي “بعد سلسلة الاحتجاجات والإضرابات التي خاضها الطلبة دون نتيجة”.
ويحتج الآباء والطلبة رفضا لقرارات التوقيف التي أصدرتها الكليات في حق ممثلي الطلبة بتهم تصب في التحريض والإخلال بالسير العادي للدراسة، ومطالبة بعودة الوزارة المعنية إلى الحوار مع الطلبة من أجل حل هذه الأزمة “الآخذة في التفاقم”.
ويأتي ذلك في وقت أصدرت فيه عدد من كليات الطب بالمملكة بشكل رسمي قرارت التوقيف التي توزعت بين 35 سنة في حق هؤلاء الطلبة وممثليهم، بينما ما تزال الحكومة تتشبث بهذه القرارات مؤكدة على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أنه “لا دورة استثنائية تنتظر الطلبة”.
وهو الكلام الذي أكده الوزير في جلسات الأسئلة الشفوية بمجلسي النواب والمستشارين، حاثا الطلبة إلى العودة إلى الدراسة معتبرا أن امتحانات نهاية الموسم الجامعي “برمجت في موعدها المعهود شهر يونيو المقبل”.
وقال ميراوي في معرض أجوبته عن الأسئلة الشفهية للنواب البرلمانيين بمجلس النواب يوم الاثنين 13 ماي الجاري، إنه “منذ بداية إضرابات طلبة الطب ومقاطعتهم الدراسة فتحت الوزارتين المعنيتين باب الحوار من أجل الرد بكل شفافية” مؤكدا أن لدى الحكومة “قناعة بضرورة تكوين أطباء من جودة عالية”.
واعترف الوزير أن الوضع الحالي في كليات الطب لا يبشر بالخير، وقال إن “تمديد المقاطعة لا يسمح بإيجاد بدائل لإنقاذ الموسم الجامعي، مؤكدا أنه إذا استمرت المقاطعة لوقت أطول “سيكون لا بد من التوجه نحو حلول أخرى سيكون لها خسائر فادحة”.
وخاطب المسؤول الحكومي الطلبة المقاطعين بالقول، “إن سيناريو 2019 لن يتكرر أبدا، ولن تكون هناك دورة استثنائية”، مشددا على “أن امتحانات الفصل الثاني قد تمت برمجتها في شهر يونيو المقبل”، ومؤكدا في الآن ذاته أن هذا الكلام لا تعبر عنه وزارته فحسب، “وإنما خيار تسانده الحكومة أيضا”.
ودافع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن قرار تقليص سنوات تكوين طلبة الطب، مبرزا بالقول، “أنا لا أسيس الأمور ولا أهدد الطلبة، وباب الحوار على مستوى العمادات، مفتوح أمام الطلبة المنتخبين”، مناشدا في نفس الوقت الطلبة بالعودة إلى مدرجات الدراسة من أجل “استدراك الوقت الضائع”.
وجرت هذه التصريحات على الوزير ميراوي انتقادات حادة تصف كلامه بـ”التهديد والوعيد” وبـ”الدفع نحو سيناريو سنة بيضاء” عبر الاستمرار في إغلاق باب الحوار في وجه الطلبة الذين “ينتظرهم مصير مجهول” في وقت يشارف فيه الموسم الجامعي على الانتهاء.