أخيرا..التراث المغربي بمحطة الرباط السككية
استأنف المكتب الوطني للسكك الحديدية أشغال بناء بالمحطة السككية “الرباط -المدينة” التي انطلقت سنة 2017 وتوقفت فجأة سنة2021 بسبب الجائحة، تنفيذا لتوصيات “اليونسكو” القاضية بضرورة اعتماد التراث المغربي في التصميم المعماري للمنشأة الطرقية.
وأفاد المكتب الوطني للسكك الحديدية على موقعه الإلكتروني بأنه “في إطار مواصلة البرنامج الطموح لعصرنة محطات السكك الحديدية عبر ربوع المملكة، يشرع المكتب الوطني للسكك الحديدية في مشروعين رئيسيين في العاصمة، والمتمثلان في محطة جديدة بحي الرياض واستئناف أشغال محطة الرباط المدينة “.
وأوضح المصدر ذاته أن “هذا الاستئناف بدأ بأشغال تحضيرية في شهر دجنبر 2023، لتليها أشغال التكييف الفعلية وفقا لتصور معماري خارجي جديد”.
ويأتي ذلك بعدما وجهت منظمة “اليونسكو” رسالة للسلطات المغربية أبدت فيعا اعتراضها على طريقة بناء المحطة التي لم يراع فيها التراث المغربي على مستوى التصميم، خاصة وأن المنظمة الدولية تصنف العاصمة المغربية تراثا إنسانيا، واعتبرت أن إنجاز هذا المشروع “دون دراسة” من شأنه أن يؤثر في جمالية الرباط ومآثرها.
وذكر المكتب بحسب نفس المصدر أنه كان “مقررا هدم جزء من السور الأثري للعاصمة لفتح باب جديد للمحطة على مستوى شَارع ابن تومرت الرابط بين باب الرواح وباب الأحد”، مرجعا السبب في توقيف أشغال هذا المشروع الكبير لبعض الإكراهات، لا سيما التقنية، التي تفاقمت إثر الأزمة الصحية.
وفي المقابل، أكد المكتب الوطني للسكك الحديدية أن هذا التوقيف شكل فرصة لإطلاق دراسة أثر المشروع على التراث، نظرا للقيمة العالمية لهذا المبنى الواقع في قلب مدينة الرباط المصنفة تراثا عالميا من قبل اليونسكو.
وذكر المكتب أن التوقيف أتاح أيضا إمكانية إعادة النظر في التصور المعماري للمشروع، خاصة على مستوى سقفه الزجاجي، مشيرا إلى أن هذا التصور الجديد من شأنه تثمين التكامل المعماري والبصري للبيئة المباشرة للطراز التراثي «رت ديكو” للقرن العشرين على نحو أفضل.
وأشار المكتب إلى أنه “في مواجهة تعقيد المحطة والتحديات التي تمثلها، بسبب البيئة المزدحمة المحيطة بها، يحشد هذا المشروع موارد لوجستية وتقنية وتدابير أمنية استثنائية لأجل ضمان استمرار أشغال البناء في الظروف المثلى مع الحفاظ على الاستغلال والسير الطبيعي للقطارات “.
ومن خلال بناء هذه المحطات الجديدة، يؤكد المكتب الوطني للسكك الحديدية التزامه بتطوير حلول تنقل أكثر استدامة وذكاء وذات قيمة مضافة عالية.
وباعتبارها جزء من عملية التحول التي استهلها مشروع “الرباط، مدينة الأنوار”، واستجابة لحتميات تطوير نشاط نقل المسافرين، تعتبر محطات السكك الحديدية من الآن مراكز حقيقية تعج بالحياة وأقطاب تبادل متعددة الوسائط.
ومن هذا المنطلق، أكد المكتب أن محطة القطار الجديدة لحي الرياض تحظى بموقع استراتيجي، مبرزا أنه سيتم تشييدها لتكون جسرا يربط بين ضفتي شارع النخيل والحسن الثاني مع مرورها على مقربة من المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. وأضاف أن محطة الجيل الجديد هذه، التي سيتم تجهيزها بمختلف وسائل الراحة، مثل مواقف السيارات والمحلات التجارية، سيتم تكييفها مع رحلات القرب كما سيتم تشغيلها تزامنا مع نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي سيستضيفها المغرب سنة 2025.