“أوبن إياي” تكشف النقاب عن أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي “أوبن إياي” يوم أمس الاثنين عن إطلاقها تحديثا جديدا لبرنامج “تشات جي بي تي” يدعى “تشات جي بي تي أو” (GPT-4o) بقدرات أفضل في معالجة النصوص والصوت والصور.
وسيتمكن مستخدمو النسخة المجانية هذه المرة من الوصول إلى مزايا كانت محصورة في السابق على الخطط المدفوعة، مثل الذاكرة وتحميل الملفات والصور، والبحث على الويب للحصول على إجابات، مع بعض القيود على النسخة المجانية مقارنة بالنسخة المدفوعة.
واستنادا للعرض التوضيحي الذي قدمته الشركة أمس فإن النسخة الجديدة كانت قادرة على التفاعل مباشرة مع مستعمليها بشكل تلقائي باستعمال الصوت والصورة، كما أظهرت هذه النسخة قدرات جديدة تتمثل في التعرف على مشاعر متحديثها من خلال تحليل سريع لصورة المستخدم.
كما استعرضت الشركة قدرة النموذج الجديد على تنفيذ بعض المهام بشكل تلقائي و”بشري” كسرد قصة قبل النوم حيث طلب منه تغيير نبرة صوته لتصبح درامية أو آلية أكثر، كما أظهرت النسخة قدرة على سرد النكت وتقديم توجيهات خلال تمارين التنفس للمساعدة على الاسترخاء، بالإضافة إلى توليد استجابات صوتية في أنماط عاطفية متنوعة، بما في ذلك الغناء.
كما يستطيع النموذج الاستجابة للمطالب الصوتية للمستخدمين في أقل من 232 مللي ثانية في بعض الأوقات، وبمتوسط 320 مللي ثانية، وهو مشابه لوقت الاستجابة البشرية في المحادثات، ويمكنه تغيير نبرة صوته وترجمة اللغات المختلفة حتى في الوضع الصوتي.
وحسب ميرا موراتي، رئيسة قسم التكنولوجيا في الشركة، فإن النسخة المحدّثة من “ChatGPT” ستتمتع الآن أيضاً بقدرات الذاكرة، مما يعني أنها تستطيع التعلم من المحادثات السابقة مع المستخدمين، على عكس بعض النسخ السابقة التي كانت تتفاعل مع كل محادثة بشكل مستقل، دون تذكر تفاصيل المحادثات السابقة.
وأوضحت موراتي: أن الشركة تهدف من خلال هذا التحديث الجديد إلى جعل تجربة التفاعل أكثر طبيعية وسهلة بالفعل على العكس النماذج الحالية التي تزداد تعقيدا، وأن “لا يركز المستخدمون على واجهة المستخدم على الإطلاق، بل فقط على التعاون مع البرنامج”، وأضافت “على مدار العامين الماضيين، كنا نركز بشكل كبير على تحسين ذكاء هذه النماذج… ولكن هذه هي المرة الأولى التي نخطو فيها حقًا خطوة كبيرة إلى الأمام عندما يتعلق الأمر بسهولة الاستخدام.”
وقد كشفت الشركة على موقعها أن الإصدار الأول سيقتصر فقط على مدخلات النصوص والصور ومخرجات النصوص، على أن يتم في غضون الأسابيع والأشهر القادمة طرح الميزات المتبقية تدريجيا لضمان استخدامها بأمان.
ويأتي الإصدار الجديد في وقت تشهد فيه ساحة الذكاء الاصطناعي منافسة شرسة بين كبريات الشركات التكنلوجيا الأمريكية ك”غوغل” و”ميتا” اللتان تسعيان أيضا لبناء نماذج لغوية كبيرة أكثر تطورا لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية الخاصة بها، والتي يمكن استخدامها لدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في منتجات أخرى مختلفة.