نقابة الصحافيين: وزراء ومنتخبون يهددون الصحافيين باللجوء للقضاء
بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية اليوم الخميس 2 ماي 2024 تقريرا قالت إنها ترصد فيه واقع الحريات والحقوق الصحافية في المغرب خلال السنة الأخيرة، من مارس 2023 إلى مارس 2024، فضلت تخصيص أكبر جزء منه للوضعية الاقتصادية والاجتماعية للصحافيين، مع إشارة لانزعاج من لجوء وزراء إلى تهديد الصحافيين باللجوء للقضاء، واستمرار رفضها لدعوة الفدرالية الدولية للصحافيين، للترافع من أجل حرية الصحافي سليمان الريسوني.
لا دروس خارج الحدود
عبر رئيس النقابة، عبد الكبير اخشيشن، اليوم بوضوح أكبر، عن رفض نقابته للدعوة التي وجهت إليها من طرف رئيسة الفدرالية الدولية للصحافيين، دومينيك برادالي، من أجل تفعيل آليات التحرك للدفع في اتجاه إطلاق سراح الصحافي سليمان الريسوني، الذي تصنفه ضمن الصحافيين الذين لم يحظوا بمحاكمة عادلة.
وقال اخشيشن في ندوة اليوم، إن نقابته ردت على مراسلة الفدرالية، وتعتبر أنها واكبت قضية سليمان الريسوني وعمر الراضي خلال أطوار المحاكمة ولم تفرط في الجانب الإنساني من الدعم، إلا أنه عبر عن رفضه لما طلبته الفدرالية من تبني الدفاع عن قضية الريسوني لإطلاق سراحه، بحجة أن الحكم النهائي صدر في هذه القضية.
وأوضح اخشيشن في هذا الصدد أنه “عندما يصدر الحكم، إما أن نؤمن بالمؤسسات أو لا، ولا بد من أن نصل إلى طي الملف بما يرضي الأطراف”، رافضا دعوة الفدرالية بالقول إنه “نحن مغاربة نخضع للدستور والقانون، ولا يمكن أن يقنعنا أحد بأننا سنحدث استثناء لا يوجد في أوروبا”، رافضا دعوة الفدرالية بالقول إنه “خارج الحدود لا يعطينا أحد الدروس”.
الحريات
على الرغم من التقارير الدولية التي لا تتفاءل بوضعية حرية الصحافية في المغرب، إلا أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية بدت في تقريرها الصادر اليوم، متفائلة بما وصفه النقيب بـ”الوضعية الانتقالية” التي تعيشها، ومسجلة بإيجابية ما قالت إنه غياب لأية اعتقالات لها علاقة بحرية الصحافة، وعدم قيام مؤسسة النيابة العامة بالتنصيب طرفا مدنيا في مواجهة أي صحافي او منبر إعلامي ،وعدم قيام أية جهة رسمية بمتابعة أي صحافي بسبب مادة إعلامية.
من جانب آخر، تقول النقابة إنها تنبه إلى استمرار بعض الوزراء في التهديد باللجوء إلى القضاء، ولجوء بعض المسؤولين المنتخبين إلى الآلية القضائية، رغم وجود قنوات قالت إنها مناسبة لحل الإشكالات العالقة.
تضييق على الانتماء النقابي
وقال نقيب الصحافيين، عبد الكبير اخشيشن، في ندوة صحافية عقدت في مقر نقابته اليوم الخميس في العاصمة الرباط، إنه لا يمكن الحديث عن وضعية الصحافة في المغرب دون الحديث عن وضعية الصحافيين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي داخل المقاولات الصحافية.
وتحدث اخشيشن عن رصد استمرار التضييق على الانتماءات النقابية داخل المقاولات الصحافية، ولجم التنظيم النقابي داخلها، مع خرق القوانين المنظمة لتشغيلهم، معتبرا أنه “لا يمكن التركيز على الصحافيين دون الحديث على البيئة التي يتنجون فيها”.
وأضاف اخشيشن أن تجويد الممارسة المهنية داخل المقاولات الصحافية، بات يستدعي بشكل عاجل إعادة مجالس التحرير، لاحترام سلسلة إنتاج المادة الصحافية المهنية، معتبرا أن خرق هذه السلسلة، هو الذي بات يضع الصحافي في حالة خصام مع المجتمع.