بعد ستة أشهر من “7 أكتوبر”.. إسرائيليون يرون أن بلدهم “قذر” ويسعون لمغادرته
بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كشف تقرير لصحيفة “أوريون” الفرنسية، تفاصيل من حالة الرعب والتمزق التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي.
التقرير تحت عنوان “من تل أبيب إلى حيفا.. هل تعتقد أنها نهاية إسرائيل؟”، أجمع جل المتحدثين إلى كاتبه، على وصف حال إسرائيل بأنه “قذر”، فيما كشف دبلوماسي غربي للموقع على رقم غير مسبوق بخصوص رغبات المغادرة.
البلد القذر
التقرير الذي كتبه مبعوث الصحيفة إلى المنطقة، بدأ بنقل الصورة من شاطئ تلأبيب، حيث يجلس الإسرائيليون على بعد 70 كيلومتر من غزة للاستمتاع بأشعة الشمس، لكنهم يحتضنون أسلحة احتياطهم، ويبدأ بتصريح لـ”موكي”، الخمسيني القادم من روسيا، والذي شارك في حرب لبنان قبل 18 سنة، ويصف اليوم إسرائيل بـ”البلد القذر”، وتليه قصة حنا، وهو عشريني من مواليد سان بيترسبورغ، وصل إسرائيل قبل عامين هربا من الحرب الروسية في أوكرانيا، لتلاحقه الحرب إلى مستقره الجديد.
وينقل التقرير تصريحا لدبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، يؤكد أن طلبات الحصول على جوازات السفر الأوروبية تزايد بشكل كبير في القنصليات الغربية بإسرائيل، حيث تضاعف بأكثر من خمس مرات مقارنة مع العام الماضي في نفس الفترة، خصوصا وأن خمسة ملايين إسرائيلي، يحملون جنسية أخرى غير الإسرائيلية.
الحكومة المكروهة
بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، وصل مستوى الكراهية تجاه نتنياهو لدرجة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، حيث يشعر الإسرائيليون بالغضب عندما يتذكرون أن ابنه يائير لجأ إلى ميامي ويعيش تحت أشعة الشمس فيها وفي حماية رجال الموساد، وأن زوجة الرئيس سارة، أصبح لديها صالون تصفيف شعر خاص في مقر إقامتها، تم إحداثه بعدما حاصرها متظاهرون عندما دخلت صالون تجميل في تل أبيب.
روشاما مارتون، إسرائيلي يبلغ من العمر 86 عاما، مسن من اليسار الإسرائيلي، أسس منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان التي نشرت في بداية أبريل على الصفحة الأولى من صحيفة “هآريتس” الإسرائيلية أسماء 470 عاملا في مجال الصحة قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة، يقول إنه فهم طبيعة النظام الإسرائيلي سنة 1956، عندما كان في الخدمة العسكرية في سيناء، وعاين مشاهد للجنود الإسرائيليين من لواء جفعاتي وهم يطلقون النار على السجناء المصريين في رؤوسهم ودون سابق إنذار.
هل هي نهاية “إسرائيل”؟
يقول التقرير إن هذا هو السؤال الذي يطرحه معظم المستوطنين بصوت عال لأنفسهم بقدر ما يطرحونه على الصحفي العابر.
يقول مهندس معماري من تل أبيب: “لقد تصور الكثير من الأشخاص الذين أرادوا السلام مستقبلا مشتركا، لقد مررنا بالفعل بأيام مظلمة، وهجمات”، وأضاف: “لكن هناك… من الصعب جداً التحدث”، “الجميع في حالة سيئة، الجميع في حالة سيئة، حتى الأشخاص الذين يزعمون أنهم في حالة جيدة”.
ثم زاد: “نحن لا نتحدث كثيرا عن هذا الخوف، بل إن البعض يقول إنهم أعادوا اكتشاف الفخر بكونهم إسرائيليين”، لكنهم يشاركونهم هذا القلق من النهاية.
تهمة التعاطف مع غزة
ومن بين ما يشتكي منه الإسرائيليون، تشديد الخناق على المتعاطفين مع غزة، حيث بات يكفي التعاطف مع أهل غزة حتى يتحول إلى تعاطف مع الإرهاب.
ويقول عدي منصور المستشار القانوني لمنظمة عدالة ومقرها حيفا إنه “تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 95 طالبًا من 25 كلية وجامعة، وتمت تبرئة نصفهم تقريبًا، لكن هذا ليس نجاحًا بالنسبة لنا” يتابع عدي.
ووفقا له، تُستخدم الإجراءات الجنائية لمعاقبة جرائم الرأي المفترضة في سياق الحرب، وتتم معاقبة الناس بسبب آرائهم، ووصل التضييق إلى بعض الاتهامات المثيرة للسخرية، حيث اعتقل طالب نشر صورة للشمبانيا والبالونات لحدث شخصي بعد أيام قليلة من 7 أكتوبر، واتُهم بدعم “حماس” والإرهاب.