سانشيز يلوح بالاستقالة.. هل تتأثر علاقات المغرب مع إسبانيا في حالة تحقق هذا السيناريو؟
لوح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم أمس الأربعاء 25 أبريل في تدوينة له على موقع “إكس” بالاستقالة على خلفية التحقيق الذي فتح مع زوجته في شبهات تتعلق بالفساد، وعلى إثر ذلك تطفو التساؤلات بشأن مصير علاقة الرباط بمريد في حالة تحقق سيناريو الاستقالة.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات المغربية الإسبانية عبد الحميد البجوقي، في تعليق له على الموضوع خلال حديثه مع “صوت المغرب” إن هذه العلاقات ستتعثر “نوعا ما” إذا ما أقدم سانشيز على الاستقالة فعلا، إلا أنه استبعد تحقق هذا الاحتمال.
وتابع المحلل السياسي أن علاقة المغرب بإسبانيا ستتأثر، نظرا لكون سانشيز كان هو المبادر والمسؤول عن هذا المشروع المتعلق بإعادة العلاقات بين البلدين بهذا الزخم الأخير” معتبرا أنها “ما تزال في مرحلتها التأسيسية”.
وفي حالة مغادرة بيدرو سانشيز للحكومة الإسبانية وصعود اليمين إذا ما تمت انتخابات سابقة لأوانها، قال عبد الحميد البجوقي “إن الاحتمالات المتعلقة بتغيير اليمين الإسباني لموقفه تجاه المغرب وتجاه قضية الصحراء أساسا، تظل احتمالات ضعيفة”.
ومرد ذلك وفق الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية يعود إلى كون أن “اليمين لم يعبر بتاتا عن موقف صريح يرفض فيه العلاقات مع المغرب أو الموقف الإسباني الرسمي الحالي” واعتبر أن الخلاف أساسا كان بسبب طريقة بيدرو سانشيز نفسه في ذلك.
وقال إن اليمين الإسباني محتاج إلى العلاقات مع المغرب خاصة وأن البلدين مقبلان تنظيم كأس العالم إلى جانب البرتغال، إضافة غلى أن الاستثمار الإسباني في المغرب ارتفع بشكل صاروخي، وأورد في هذا الصدد أن “رجال الأعمال الإسبان لهم رأي مسموع وهم أقرب إلى اليمين من اليسار”.
وخلص إلى أنه لن تحدث تغييرات جوهرية في المواقف الإسبانية تجاه المغرب، لكن من الممكن بدون شك أن تحدث بعض التغييرات التي قد تؤثر على تركيبات الاتفاقات التي أبرمتها الرباط ومدريد تحت مظلة حكومة سانشيز الحالية. وفق كلام الخبير.
وبعد استحضاره للسيناريوهات الممكنة في حالة استقالة سانشيز فعليا، قال عبد الحميد البجوقي إنه يستبعد حدوث هذه الاستقالة معتبرا أن ما قام به بيدرو سانشيز يعد “مناورة ذكية لخلط الأوراق واستعادة السيطرة على الوضع السياسي”.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أعلن يوم أمس الأربعاء 24 أبريل2024، في تدوينة على منصة “إكس”، أنه يفكر في احتمال تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضدّ زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.
وقال إنه “يحتاج إلى وقت للتفكير من أجل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيستمر في منصب رئيس الحكومة من عدمه” مضيفاً أنّه سيعلن قراره الإثنين المقبل للصحافة. وألغى الرئيس الإسباني تبعا لذلك جميع أنشطته السياسية داخليا وخارجيا إلى حين اهتدائه إلى قرار.
وتحقق المحكمة بمدريد مع زوجة رئيس الحكومة، بيغونيا غوميز، بعد الشكوى التي قدمتها نقابة “الأيادي النظيفة” بتهمة استغلال النفوذ والفساد، بعد الكشف عن وجود علاقة بين زوجة رئيس الحكومة وواحدة على الأقل من الشركات التي حصلت على عقود عامة.
وركزت منظمة الأيادي النظيفة شكواها على شركة مملوكة لكارلوس بارابيس فازت بمناقصة عامة من خلال المشاركة في اتحاد الشركات المؤقت مع شركة أخرى، ومن بين الوثائق التي قدمها بارابيس، كان خطاب توصية من بيغونيا غوميز نفسها كمدير مشارك لبرنامج الماجستير في جمع التبرعات في جامعة كومبلوتنسي بمدريد.