الاستعداد لتعيين رئيس جديد بمكتب الاتصال الإسرائيلي يغضب مناهضي التطبيع
في وقت تشتد فيه مطالب المغاربة بإغلاقه، كشفت مصادر إعلامية في الأيام القليلة الماضية عن الاستعداد لتعيين رئيس جديد لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط خلفا للرئيس الأسبق ديفييد غوفرين، وذلك بالرغم من “الرفض الشعبي العارم” لاستمرار العمل بالمكتب واستمرار العلاقات الدبلوماسية للمملكة مع “إسرائيل”.
وأفاد موقع “ماغوك إيبدو” نقلا عن مصادر خاصة أن إسرائيل تستعد لتعيين رئيس جديد لمكتب اتصالها في الرباط خلفا لـ”ديفيد غوفرين”، ويتعلق الأمر ب”مارك أتالي”، الوزير المفوض في سفارة إسرائيل بفرنسا.
وأكدت ذات المصادر للصحيفة أن المكتب لا يزال مفتوحا رغم ما يروج حول إغلاقه خوفا من عمليات انتقامية محتملة، مضيفة أن الموظفين المغاربة فقط هم الذين ينشطون حاليًا داخل مكتب الاتصال.
“لا خير يرجى من المكتب”
وفي تعليق له على هذه الخطوة عبر عضو السكريتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عبد الحفيظ السريتي، عن رفضه لاستمرار “عادية” العلاقات مع إسرائيل واستمرار اشتغال مكتبها بالرباط داعيا إلى الاستجابة الفورية لمطالب الشارع المغربي.
وقال السريتي في حديث له مع “صوت المغرب” إن “الشعب المغربي مجمع عبر قواه الحية على مطلب إنهاء كل أشكال العلاقات مع الكيان الغاصب والذي ارتكب مجازر وجريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني أكثر من 120 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء”.
وتابع أن كل المسيرات والوقفات التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إلى جانب الفعاليات الشعبية الأخرى المناهضة للتطبيع “كان لها شعار مركزي وهو إسقاط التطبيع وطرد المجرمين من بلادنا”.
واستحضر المتحدث ذاته عند تجارب دول الشرق الأوسط المطبعة مع إسرائيل، وقال في هذا الصدد إنه “لابد من التوقف عند التطبيع الذي غرقت فيه كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، فمنذ اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية وادي عربة واتفاق أوسلو، يجب التساؤل عما قدمته هذه الاتفاقيات إلى الحق العربي”.
وأجاب السريتي عن سؤاله بالجزم بأن “الحقوق ضاعت وإسرائيل تمددت واتسع تهديدها” معتبرا أن نتيجة ذلك صارت بادية للعيان قائلا إن “مصر خرجت من معادلة الصراع مع إسرائيل وتم تكبيلها، بل وساهمت في حصار غزة فمعبر رفح لم يعد الرئة التي كان القطاع غزة يتنفس منها”. واعتبر أن كل هذه التجارب السابقة على “التطبيع المغربي الحالي كان حريا بها أن تدرس”. قبل لتي مثلت انزلاقا عن الأهداف العربية كما حددها ميثاق جامعة الدول العربية.
وجدد المتحدث ذاته تأكيد أن “التطبيع لا خير يرجى من ورائه”، معتبرا أنه من غير الممكن يجازى كيان دموي ومجرم بعلاقات كما لو كانت جرائمه وتهديده مجرد خدعة”. وعبر عن ذلك بالقول “إننا أمام عدو قاتل والموقف السليم أن نساهم في عزلته لا أن نقدم له مخرجا لأزماته”.
ومنذ السابع من أكتوبر تاريخ اندلاع العدوان على قطاع غزة، تستمر الفعاليات الشعبية المغربية الداعمة لغزة والمتضامنة مع محنتها عبر رفع الشعارات الداعية إلى الوقف الفوري للعدوان على القطاع وإلى قطع كافة أشكال العلاقات المغربية مع إسرائيل.