رغم الحرب على غزة.. التبادلات التجارية بين إسرائيل والمغرب تحقق رقما قياسيا خلال 2023

حقق حجم المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل خلال السنة الماضية رقما قياسيا ببلوغه 116 مليون دولار وهو ما يمثل أزيد من ضعف الرقم المسجل خلال سنة 2022.

وأوضح التقرير الصادر عن “معهد اتفاقات أبراهام للسلام” أن هذا الرقم يجعل العلاقات التجارية بين المغرب وإسرائيل هي الأكثر نموا بين الدول التي شملها اتفاق أبراهام، مضيفا أنه رغم التباطؤ المسجل خلال الربع الأخير من سنة 2023 بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع إلا أن المعدل يبقى أعلى بكثير من عام 2022.

وتابع التقرير أن هذا الرقم لا يشمل صفقات الأمن المعلوماتي والبرمجيات والصفقات العسكرية التي سجلت بدورها مستويات عالية خلال السنة الماضية، كما لا يشمل الاستثمارات المالية والصناعية بين البلدين

في ذات السياق سجل التقرير خلال السنة الماضية تعاونا بين البلدين شمل العديد من المجالات الحيوية كالزراعة والابتكار والعلوم.

وعلى المستوى الزراعي، كانت الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية “أندا” قد وقعت في فبراير عقدا بقيمة أزيد من 110 مليون درهم (11 مليون دولار) مع شركة “AgriGo” الإسرائيلية لبناء أقفاص بحرية لاستزراع السمكي بالقرب من طنجة، حيث تستخدم الشركة الإسرائيلية هذا النوع من المزارع السمكية الذي يشتغل بطاقة منخفضة وبتكلفة أقل.

كما أعلن عن مشروع آخر في أبريل 2023 يشمل جامعة محمد السادس للتقنية ومجموعة مكونة من أربعة شركات ناشئة إسرائيلية في مجال التكنولوجيا الغذائية، ويهدف المشروع إلى تطوير حلول غذائية مستدامة دون الحاجة إلى ماء أو أرض أو طاقة، حيث يقوم المشروع بإنتاج غذاء للأسماك ذي بروتين عالي من نفايات البلديات العضوية والحشرات والطحالب.

وفي مارس من السنة الماضية، افتتحت شركة “نيتافيم” الإسرائيلية المتخصصة في الري بالتنقيط, أول مصنع لها في القنيطرة لتوريد معدات الري والري بالتنقيط المتطورة للمزارعين المغاربة، مع توفير أزيد من 200 فرصة عمل.

وعلى مستوى التعاون في مجال التعليم العالي، فقد وقعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) و”الجامعة الدولية للرباط في ماي من السنة الماضية، مذكرة تفاهم لإنشاء مركز امتياز يركز على علوم الطيران والذكاء الاصطناعي والبحوث والابتكار، حيث تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون والشراكة في مجال البحوث التطبيقية والابتكار والتطوير المشترك والاحتضان.

ويضيف التقرير أنه خلال نفس الشهر زار أكثر من 15,000 إسرائيلي معرض “ديالنا” للحرف اليدوية، حيث عرض 40 صانعا مغربيًا يهوديا أعمالهم التقليدية، وكلهم خريجو مدرسة فاس للفنون اليهودية المغربية التقليدية، مضيفا أنه “ونظرًا لنجاح الحدث، تم تمديد زيارتهم”.

بالإضافة إلى هذا أبرز التقرير أن المغرب أعرب عن اهتمامه بإنشاء منطقة صناعية مؤهلة (Q.I.Z) بينه وبين الولايات المتحدة وإسرائيل كالاتفاق الذي تمتلكه إسرائيل مصر والولايات المتحدة.

وتعتبر “المنطقة الصناعية المؤهلة” أو “الكويز” اتفاقية تجارية تسمح لمنتجات بلد ما بالدخول إلى الولايات المتحدة دون جمارك بشرط أن يدخل فيها مكون إسرائيلي بنسبة محددة، وإنتاجها في مناطق صناعية معينة، هو تشريع للكونغرس الأمريكي يعود لسنة 1996 يهدف ل”دعم عملية السلام في الشرق الأوسط”.

وعلى المستوى السياحي، فقد عزز إطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين السياحة بين البلدين، وقد عرف عدد السياح المغاربة إلى إسرائيل خلال السنة الماضية ارتفاعا، في مقابل انخفاض سجله عدد الوافدين الإسرائيليين للمغرب.

ووفقًا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، زار حوالي 3200 مغربي إسرائيل في عام 2023، مقارنة بحوالي 2900 زاروا إسرائيل في عام 2022، بزيادة نسبتها 10.3 بالمائة. في المقابل زار أكثر من 50 ألف إسرائيلي المغرب سنة 2023، مقابل 75 ألف سنة 2022، بانخفاض نسبته 32 بالمائة.

في نفس السياق، وبحسب هيئة المطارات الإسرائيلية، فقد مر عبر مطار بن غوريون الدولي في عام 2023، 116 ألف مسافر على الرحلات الجوية بين إسرائيل والمغرب، مقارنة بـ 152 ألف في عام 2022، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 23.4 بالمائة.