بعد تبرئته بأيام قليلة..اتهامات جديدة للمغرب بالتجسس على إسبانيا
يبدو أن فصول قضية “اتهام المغرب بالتجسس” لم يكتب لها نهاية بعد، فعقب أيام قليلة على كشف تقرير للوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس أنه لا يوجد دليل يدين الرباط على قيامها بالتجسس على رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، تعود الاتهامات إلى الواجهة بعد قيام المغرب بتركيب لاقط هوائي كبير على السياج الفاصل مع مدينة مليلية المحتلة، في زعم أنه قادر على نقل الصوت بجودة عالية.
هذه الاتهامات، جاءت في تقرير حديث نشرته الصحيفة الإسبانية “إسبانيول”، التي زعمت بناء على “مصادر عسكرية من داخل مليلية”، أن “جنودا مغاربة قاموا يوم الأحد 10 مارس 2024، بتركيب لاقط هوائي كبير مزود بكابلات محورية وألياف ضوئية، على سطح بناء قديم على مستوى السياج الفاصل بمنطقة بني أنصار بإقليم الناظور، وهو ما يقابل الثغر المحتل”.
واعتبرت ” إسبانيول” أن ذلك قد يكون من أجل “التنصت على اتصالات الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية، والجيش ثم جهاز المخابرات المركزية والسياسيين الإسبان” نقلا عما قالت إنه مصدر استخباراتي.
وفي قراءة للصور التي تمكنت الصحيفة الإسبانية من الحصول عليها، قالت إنها تمكنت من رصد ثلاثة جنود مغاربة، على الأقل، وهم يقومون بتثبيت لاقط هوائي طوله يبلغ المترين أو أكثر، مؤكدة أن “دوره الأساسي هو التقاط ترددات الأصوات بالمدينة المحتلة إضافة إلى التحكم والتدخل في الاتصالات”.
التساؤلات حول ماهية تحركات المغرب، نقلتها الصحيفة إلى وزارة الداخلية الإسبانية، التي نفت بدورها التوصل بأي طلب إذن لتركيب الهوائيات على الحدود الفاصلة، مؤكدة أن “القيادة العسكرية لمليلية المحتلة لها دراية كافية بهذه العملية”.
مصادر أخرى بمدينة الناظور المغربية، لـ”إسبانيول”، أكدت لها أن هذا اللاقط الهوائي خاص بنقل إشارات ترددات اتصالات الراديو بين القوات المغربية المنتشرة على طول السياج الفاصل، وهي خاصة حصرا بالجيش، إذ لا يمكن حتى للشرطة الوصول إليها”.
هذه التكنولوجيا، محمية بطريقة تسمح بإرسال إشارات نظيفة دون تداخل أو ضوضاء كهربائية، كما أنها تستخدم في شبكات التلفزيون وفي أنظمة المراقبة بالفيديو، إلى جانب أنه يمكن لكابل الألياف أن يقرأ الكلمات المنطوقة على بعد أكثر من كيلومتر واحد، حسبما أثبتته تجارب في الصين، إذ يكتشف الجهاز التغيرات التي تحدث في الضوء عندما يتحدث شخص ما بالقرب من الألياف الضوئية، حسب الصحيفة الإسبانية.
ويشار إلى أنه قبل أيام قليلة فقط، كشف تقرير للوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، أن المغرب بريئ من اتهامات التجسس التي كانت موجهة له، إذ أفاد أن جل عمليات التجسس التي تعرضت لها مدريد في سنة 2023، كانت من دول روسيا والصين فقط، دون إقحام المغرب في ذلك.
كما أن المملكة المغربية لها تاريخ طويل مع الاتهامات المتتالية بالتجسس، إذ طاردته طوال الثلاث سنوات الماضية، قبل أن يضحد تقرير مطول أصدرته لجنة تحقيق بقبة البرلمان الأوروبي كل تلك المزاعم المتعلقة بكون المغرب يتجسس على دول فرنسا وبلجيكا وإسبانيا بواسطة برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية.