المنتخب الوطني بين العقم الهجومي وتألق الوافدين الجدد
أسالت المبارتان الأخيرتان للمنتخب الوطني أمام كل من أنغولا وموريتانيا، الكثير من المداد، جراء الأحداث والمتغيرات التي أحاطت بالمنتخب الوطني لكرة القدم خاصة بعد مشاركته الأخيرة في كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.
وظهر المنتخب الوطني خلال هاتين المبارتين بأسلوب ونهج تاكتيكي مغاير لذاك الذي كان يعتمده الناخب الوطني قبل كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، وللذي تميز بالضغط وبالاستحواذ الكبير على الكرة، وسرعة تأقلم الوافدين الجدد، لكن في غياب متمم العمليات الذي ظل الحلقة الغائبة عن التوليفة للاي وضعها وليد الركراكي خلال هاتين المواجهتين.
ففي المباراة الأولى أمام أنغولا يوم الجمعة 22 مارس الجاري، التي احتضنها ملعب أدرار بأكادير، حقق المنتخب المغربي فوزًا صعبًا بهدف وحيد من نيران صديقة، بينما تعادل سلبيًا في المباراة الثانية أمس الثلاثاء .
عقم هجومي
وأظهرت المباراتان الوديتان، حجم الصعوبة التي واجهها المنتخب المغربي في اختراق دفاعات المنتخبات التي تعتمد على الانكماش الدفاعي والعودة إلى الوراء خلال المواجهة.
ولم تنجح خطط الناخب الوطني وليد الركراكي في إيجاد حلول مناسبة لمشكلة العقم الهجومي، على الرغم من تجريبه للعديد من اللاعبين وتغييره للنهج التكتيكي، حيث قام في المبارتين الأخيرتين بتغيير الخطة التي عُهد بها خلال اللقاءات السابقة خصوصا منافسات كأس أمم افريقيا.
كما حاول الناخب الوطني الإعتماد على سفيان الرحيمي لاعب العين الإماراتي، على مستوى خط الهجوم إلى جانب العناصر الجديدة، من أجل ضخ دماء جديدة لهجوم الأسود الذي فقد الكثير من توهجه، إلا أن هذه التغييرات لم تنجح في فك لغز العقم الهجومي.
وفي مقابل غياب النجاعة الهجومية للمنتخب الوطني، ظهرت نقط إيجابية في تشكيلة وليد الركراكي، ومن أبرزها تألق الجهة اليسرى لأسود الأطلس بعد الظهور المشرف ليحيى عطية الله، سواء في المباراة الأولى أمام أنغولا أو الثانية أمام موريتانيا، التي انتهت بالتعادل السلبي ما يدل على أن الجهة اليسرى التي عانى منها المنتخب طيلة السنوات الماضية وشكلت له نقطة ضعف، لم تعد مشكل لدى الناخب الوطني وليد الركراكي بوجود عطية الله و يوسف لخديم الذي من الممكن أن نراه في قادم المباريات .
انسجام الوافدين الجدد
وعلى الرغم من الملاحظات التي يمكن تسجيلها على مستوى النتيجة وترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف، إلا أن هناك بعض النقاط الإيجابية أبرزها تألق الوافدين الجدد، الذين أظهروا إمكانيات كبيرة وانسجامًا سريعًا مع المجموعة، ونخص بالذكر نجم ريال مدريد إبراهيم دياز، والمحترف بنادي موناكو الياس بن صغير، ثم إلياس أخوماش لاعب نادي فياريال الإسباني، فضلا عن سفيان رحيمي مهاجم نادي العين الإماراتي الذين أبانوا عن مهارات عالية في المباراتين.
وسبق أن صرح الناخب الوطني عقب مباراة موريتانيا، أن هذه المناسبات الودية أتاحت له الفرصة لتجريب عدة أسماء جديدة، واكتشاف قدرات كل لاعب حسب مركزه داخل الملعب ومدى اندماجه، وهي الأمور التي من شأنها ان تعطي نظرة شاملة للناخب الوطني عن التشكيلة التي سيخوض بها المنافسات الحاسمة المقبلة.
وفي ظل تركيز وليد الركراكي مؤخرا، على تكوين نواة جديدة للمنتخب الوطني، و الإعتماد على لاعبين شبان واعدين، يبقى التحدي الأكبر أمام الركراكي هو إيجاد حل لمشكلة العقم الهجومي قبل انطلاق تصفيات كأس العالم 2026، بهدف تحقيق نتائج إيجابية في كل المباريات من أجل حسم ورقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2026، بشكل مبكر.