مطر وثلوج في المغرب “تعيد الأمل بعودة المياه لمجاريها”
بعد انتظار وترقب، تعرف المملكة خلال الأيام الجارية تساقطات ثلجية ومطرية مهمة، وفق ما أفادت به نشرة المديرية العامة للأرصاد الجوية، وتعد هذه الأمطار والثلوج، بنتائج إيجابية على مستوى حقينة سدود المملكة وعلى مستوى الزراعات الفلاحية وفقا لتصريحات الخبراء.
مياه تعود إلى مجاريها
وفي حديث له مع “صوت المغرب” اعتبر الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية مصطفى بنرامل أن هذه التساقطات المطرية التي تعرفها مناطق من البلاد تعد بنتائج إيجابية “وتحيي الآمال من جديد”.
وتابع موضحا أن “هذه التساقطات سيكون لها أثر ملحوظ من حيث تزويد حقينة السدود واستعادة بعض المجاري المائية من أودية وجداول والتي كانت قد جفت في الآونة الأخيرة نتيجة شح التساقطات المطرية والوضعية المائية الحرجة التي أسفرت عنها”.
وقال الخبير البيئي إنه “من المنتظر أن تعود هذه المجاري المائية في الجبال بعض ذوبان الثلوج التي من المنتظر أن تتساقط بكثافة” وهو الأمر الذي سيمكن ولو بكميات قليلة من تزويد خزانات الفرشة المائية”.
وتابع المصدر ذاته قائلا إنه نتيجة لذلك يمكن استغلال هذه الكميات في ظل الطلب الذي أصبح متزايدا على مياه الفرشة المائية في جميع المجالات، خاصة للتزود بالمياه الصالحة للشرب والنشاط الزراعي والصناعي والخدماتي وكل مناحي الحياة.
توقيت الهطول
وفي تفسيره لتوقيت هطول هذه الأمطار أوضح الخبير البيئي أن “التساقطات الأخيرة حدثت نتيجة اضطرابات الجبهة القطبية التي وصلت لأجواء المغرب في فصل الربيع بدل فصل الشتاء”.
وتابع مصطفى بنرامل قائلا إنه “بعد ترقب طويل دخل أول منخفض جوي عميق إلى مجال المملكة هذه السنة، حيث تشير معظم النماذج الخاصة ببرامج توقعات الأحوال الجوية إلى عودة الأمطار والثلوج بشكل كثيف مع بداية الأسبوع المقبل، وذلك راجع للمنخفض الجوي العميق فوق أجواء المملكة.
وأوضح المصدر ذاته أنه قد “بدأ اليوم اقتراب جبهة المنخفض من البلاد مما تسبب في انخفاض تدريجي لقيمة الضغط الجوي و ازدياد متسارع لسرعة الرياح، وقد كان المرتفع الجوي الدينامي الأسوري العملاق هذه السنة سدا منيعا وقف حاجزا أمام جل الاضطرابات المشكلة في شمال المحيط الاطلسي في فصل الشتاء بينما سمح تحركه الحالي نحو الغرب بانزلاق أولى الكتل الهوائية القطبية نحو المملكة.
ضيعات “غمرها المطر”
وسيكون لهذه الأمطار آثار إيجابية ليس فقط على مستوى حقينة السدود والفرشاة المائية بل أيضا على المستوى الفلاحي، إذ من المتوقع أن تنقذ “الزراعات الفلاحية التي تحتاج كميات مائية خلال هذه الفترة من الموسم لاكتمال نموها”.
وتحدثت “صوت المغرب” مع عبد القادر شداد تقني فلاحي ومسير ضيعة فلاحية بمكناس، الذي أكد أن التساقطات الأخيرة التي تعرفها منطقته والتي ما يزال من المتوقع أن تعرفها سيكون لها آثار من شأنها أن تحدث فرقا خلال هذا الموسم الذي كان مهددا بالجفاف”.
وتابع المتحدث ذاته أن هذه الأمطار سيكون لها عائد إيجابي على مستوى “الزراعات الكبرى والصغرى وبشكل خاص زراعة الحبوب وكذلك الأشجار المثمرة التي تعد أمطار هذه الفترة من السنة فترة ملائمة لاستكمال نموها”.
آخر حديث رسمي
وكان مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد بتاريخ 14 مارس الجاري، أنه وبالرغم من الأثر الإيجابي الذي خلفته الأمطار الأخيرة التي عرفتها عدة مناطق من البلاد، إلا “أن الوضعية المائية بالمملكة ما تزال صعبة”.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان مصطفى بايتاس، يوم الخميس 14 مارس الجاري خلال الندوة الصحافية التي أعقبت أشغال مجلس الحكومة إن هذه الأخيرة “استبشرت خيرا بالأمطار الأخيرة لاعتبارات كثيرة، من ضمنها توالي سنوات الجفاف القاسية التي نجم عنها ضعف شديد في التساقطات المطرية”، مشيرا إلى أنه قد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات للتقليل من حدة هذه الأزمة.
وشدد الوزير على أنه “يجب التأكيد أن الإمكانيات المائية المتوفرة، تظل ضئيلة جدا”، قبل أن يستدرك قائلا ” صحيح أنها عرفت تحسنا بفضل الأمطار الأخيرة، لكن يبقى تحسنا طفيفا وهذا يدفعنا جميعا إلى القيام بأدوارنا في مجال الإرشاد، خاصة المرتبط بالاستهلاك المفرط لهذه المادة الحيوية”.
وأكد أنه وبالرغم من الإجراءات التي تم اتخاذها في سبيل مواجهة هذه الأزمة إلا أن المشاريع الكبرى مثل “إنجاز السدود ومحطات التحلية وغيرها من التجهيزات الكبرى، يحتاج لوقت أطول”.
وفي ما يخص الجانب الفلاحي، أبرز الوزير أن “التساقطات الأخيرة كان لها انعكاس إيجابي جدا، خاصة على الموفورات الكلئية، والزراعات الربيعية، والأشجار المثمرة، مشيرا إلى وجود ارتياح في المناطق التي عرفت تساقطات مهمة.