story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ما وراء اجتماع لشبونة

ص ص

اجتماع لشبونة الذي عقدته اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية البرتغالية المكلفة بإعداد ملف الترشيح لاحتضان كأس العالم 2030 ، أظهر الكثير من ملامح العمل التنسيقي بين البلدان الثلاثة من أجل تقديم ملف قوي لا يترك للفيفا أي مجال للتدخل لمطابقة دفتر تحملاتها كما يحدث في كل الترشيحات لتنظيم كأس العالم.

الإجتماع الذي تم الكشف فيه عن شعار ملف الترشيح والهوية البصرية وإطلاق الموقع الإلكتروني والإعلان عن سفراء الملف من البلدان الثلاثة، وأطلقت فيه خطابات قوية حول تلاقح الثقافات، ومد الجسور بين القارتين والإرث المشترك الذي سيتركه كأس العالم للأجيال القادمة.

هذا عن الجانب الرسمي المعلن، فماذا عن الجانب “السري” في عمل لجنة الترشيح المشتركة، وأين وصلت مفاوضات توزيع المباريات على البلدان الثلاثة؟ وما موقع كل بلد داخل ملف الترشيح ككل؟

الذي تأكد من خلال اجتماع لشبونة والتصريحات التي أطلقت فيه، بالإضافة إلى المعطيات السابقة عند انطلاق فكرة الترشيح الثلاثي، فإن البرتغال يمكن اعتبارها من الآن طرفا “هامشيا” في عملية التنظيم، بالنظر إلى غياب الدعم السياسي لحكومة البلاد لفكرة تنظيم المونديال، وعدم استعدادها لصرف أي مبلغ مالي يذهب في إحداث بنيات رياضية جديدة، ولقد كان البرتغاليون واضحين منذ البداية، وصرحوا أنهم سيتقدمون بالملاعب الثلاثة الكبيرة المتوفرة لديهم، وعاد رئيس الجامعة البرتغالية ليؤكد في اجتماع لشبونة أن البرتغال لن تنافس داخل اللجنة المشتركة على استضافة المبارتين الإفتتاحية والنهائية.

يبقى المغرب وإسبانيا كطرفين استفردا بالمنافسة على استضافة المباريات المهمة التي تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية عالية عبر العالم أجمع، والمقصود هنا مباريات الإفتتاح والنهاية إضافة إلى مبارتي النصف. فقبل إعلان الفيفا عن كون الملف المغربي الإسباني البرتغالي هو المرشح الوحيد لاحتضان مونديال 2030، كان لدى الإسبان شبه يقين أنهم هم محور الملف وأنهم سيمنحون المغرب والبرتغال “شي بركة” من المباريات ذات الأهمية الثانوية، بحكم التفوق الكبير لإسبانيا في امتلاك الملاعب والبنيات التحتية الجاهزة لاستضافة الحدث الكروي العالمي.

لكن بمجرد أن أعلنت الفيفا عن أن شرف تنظيم كأس العالم 2030 سيذهب إلى الملف الثلاثي، باعتباره الترشح الوحيد، خرج فوزي لقجع بتصريحات إعلامية قال فيها بملئ فمه إن المغرب يطمح لاستضافة المباراة النهائية في الملعب الكبير بالدار البيضاء، وهي التصريحات التي كان لها وقع كبير عند المسؤولين ووسائل الإعلام في إسبانيا، حيث فهموا الرسالة جيدا، وأدركوا أنهم بصدد شريك رئيسي في التنظيم وليس فقط طرفا هامشيا تم ضمه للملف للإستفادة من أصوات قارته.

تصريح فوزي لقجع حول المباراة النهائية كان له في اعتقادي هدف آخر بعد توجيه رسالة للإسبان، فهو يعلم أن أمر المباراة النهائية محسوم منذ بداية الترشح، بكونها ستذهب إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو بمدريد، بما له من حمولة رمزية بالنسبة لإسبانيا، وأيضا لكونه خضع لعملية هيكلة جعلته الأجمل في العالم على الإطلاق، وبالتالي فإن الإسبان إزاء طموح لقجع المعلن سيسعون إلى ترضية المغرب بمباراة الإفتتاح التي لا تقل أهمية عن مباراة النهاية، حيث تحظى بمتابعة بلدان العالم، وتكون فرصة لمحتضنها أن يروج لإسمه وثقافته ومؤهلاته في الحفل الذي يسبق المباراة.

على العموم، فالمغرب استطاع أن يفرض نفسه طرفا رئيسيا في تنظيم كأس العالم 2030، ولم يعد “كومبارسا” كما تخيله الكثيرون في إسبانيا عند ضمه للملف المشترك عوض أوكرانيا، والإزدهار الذي تعرفه العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين في عهد بيدرو سانشيز، سيزيد المغرب مكتسبات أخرى مهمة في توزيع المباريات، وفي الجوانب المتعلقة بتنظيم أبرز حدث كروي يعرفه العالم.