تفاصيل فاجعة “أزيلال المميتة” على لسان ناجية وأخ مكلوم
“حينما كانت الحافة تنقلب بنا من أعلى الجرف لم أكن أظن أني سأظل بعدها على قيد الحياة.. لقد خلتها النهاية”، هكذا تحكي عائشة ناجية من حادثة أزيلال بنبرة مرتجفة عن تفاصيل الحادثة الأليمة التي أودت بحياة 10 أشخاص فيما تسببت لـ8 أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
عائدة من قدر محتوم
وتحكي عائشة ذات الـ19 ربيعا في حديثها لـ”صوت المغرب” عن اللحظات القليلة التي سبقت حدوث المأساة، تقول إن الحافلة كانت ممتلئة عن آخرها بالراكبين وبأغراضهم، وتتابع أنها “بينما كانت تشق طريقا وعرا بالجبال صادفت سيارة معطلة تعود لأحد السياح الأجانب”.
وقالت إن سائق الحافلة قرر النزول من أجل مد يد المساعدة لهؤلاء الأشخاص الذين طال عطب سيارتهم” ولم يكن يدري السائق أن قرار مساعدة شخصين سيودي بحياة أشخاص آخرين.
وأضافت عائشة أنه “بمجرد أن ترجل السائق عن الحافلة وأغلق بابها انزلقت بهم بعنف نحو الأسفل متدحرجة بين صخور وتضاريس المنطقة الصعبة”. وفي هذه “اللحظات المرعبة” تقول الفتاة الناجية “إنها أحست وكانها دهر من الزمن وأنها لن تر نور الحياة بعدها”.
هذا السيناريو الذي توقعته عائشة، نجت منه “بأعجوبة”، إذ كانت محظوظة بأن عادت من قدر محتوم أودى بحياة 9 أشخاص، وأصيبت بكسور على مستوى يدها وخدوش تقول إنها بسيطة.
وحسب الفتاة الناجية فإن السبب المباشر والظاهر للحادثة المميتة نزول السائق وطريقة ركنه للحافلة، لكنها تستطرد أن “هناك أسباب أخرى أدت إلى ذلك” مضيفة أن “الطريق ضيقة وفي حالة سيئة”.
التهميش سبب “الفواجع”
ويحكي أخ فقد أخته في هذه الحادثة وهو يغالب دموعه قائلا “إن أخته التي قضت في هذه الحادثة المأساة هي ضحية لهؤلاء المسؤولين الذين همشوا هذه المناطق لسنوات”.
ويتابع أن أخته الراحلة كانت ما تزال في ريعان شبابها ومقبلة على الحياة إذ كانت حديثة العهد بالتدريس وهي أستاذة في عامها الأول بالمهنة، يقول إنها “استقلت هذه الحافلة عائدة من المدينة بعد شراء نظارات جديدة ولكنها فارقت الحياة قبل أن حتى أن تلبسها”.
ويحمل هذا الأخ بحرقة كامل المسؤولية فيما جرى “لكافة المسؤولين على المنطقة”، يقول إنها ليست “الحادثة الأولى من نوعها” مضيفا أن هذه المنطقة تعيش كارثة وراء أخرى دون أن يلتفت إليها أحد، وقال “إننا مهمشون إلى أقصى الحدود وما هذه الفواجع إلا دليل على ذلك”.
وعدد المتحدث ذاته حوادث عدة أودت بحياة الكثير من أبناء المنطقة في طرقاتها الوعرة ذاكرا حادثة “دمنات المميتة” وغيرها من الحوادث الأخرى وتابع قائلا “من يدري غدا قد أكون أنا الضحية التالية أو شخص آخر”.
الحادث يسائل وزير النقل
ووجهت فاطمة الزهراء التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، بسبب الحادث الأليم الذي أودى بحياة عدد من الأساتذة وخلف عددا من الجرحى والمصابين بعد انقلاب حافلة للنقل المزدوج بإقليم أزيلال اليوم الأحد.
وقالت التامني في ذات السؤال، “ماتزال طرقات إقليم أزيلال، على غرار العديد من المناطق القروية والحضرية، تحصد أرواح المغاربة، لاسيما المتعلقة باستعمال النقل المزدوج، الذي بات وسيلة للموت”.
وأضافت النائبة البرلمانية أن، “آخر المعطيات المتوفرة، تقول بوفاة 10 أفراد بينهم أساتذة وتلاميذ، وإصابات خطيرة ما تزال بين الحياة والموت، كانوا بصدد التوجه إلى مكان الدراسة، بعد عطلة امتدت لأسبوع، بالطريق الرابطة بين جماعة آيت بوولي، آيت بوكماز التابعين لنفوذ إقليم أزيلال.
وأوضحت المتحدثة، أنه “مازال التساؤل حول مسؤولية تهيء الطرق والمسالك، من أجل حل أزمة النقل، بالإضافة للطرقات الوعرة والمنحدرات الخطيرة، التي تهدد حياة المغاربة على حد سواء”.
وخلصت المتحدثة إلى مساءلة الوزير الوصي، “عن التدابير التي تعتزمون القيام بها من أجل حل هذه الأزمة وتجنب المخاطر التي تهدد الأرواح، بدون اللجوء للحلول الترقيعية والبعيدة عن حفظ أمن وسلامة المواطنات والمواطنين”.