عصيد: الأمازيغية في تراجع منذ دسترتها سنة 2011
اعتبر أحمد عصيد الباحث والمدافع عن الثقافة الأمازيعية أن الاحتفال هذه السنة بالسنة برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها هو تتويج لمسار مأسسة اللغة الأمازيغية منذ 2001 إلى اليوم لكنه يرى بالمقابل أن هناك تراجعا في هذا المسار منذ دسترة اللغة الأمازيغية.
بداية التراجع
وتابع خلال مروره ببرنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صوت المغرب طيلة شهر رمضان، واستطرد عصيد قائلا إنه حينما ننظر إلى واقع اللغة الأمازيغية من فوق فإننا لا نلحظ تقدما.
واعتبر أنها شهدت تراجعا متذ سنة 2010 إلى اليوم، معتبرا أن نقطة التراجع كانت في الوقت الذي تم فيه ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور المملكة. وأضاف عصيد أن هناك مفارقة عجيبة بين النصوص والتطبيق، وقال إنه قد كان هناك “عمل جسيم من طرف المعهد الملكي للغة الأمازيغية قبل دسترتها” .
وأشار إلى أن التعثر الذي قاد إلى هذا التراجع تمثل في تأخر صدور القانون التنظيمي الذي يحدد كيفية ومراحل تفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة. ولتعليل فكرة التراجع قال أحمد عصيد إنه كنا نسجل نسبة 14 بالمئة في تعليم اللغة الأمازيغية والآن تراجعنا إلى 9 بالمئة.
واعتبر أن المسؤولين ما يزالون يتعاملون مع اللغة الأمازيغية على أنها مسألة اختيارية وثانوية ولا تحمل أي أهمية. وقال إنه “بإمكانك أن تناضل لعشر سنوات أو عشرين سنة من أجل قانون ما وإذا حدث وصدر أخيرا لا تعتبر أنك أنهيت” في إشارة إلى النصوص القانونية التي تظل حبرا على ورق دون تطبيق.
وتابع أنه نتيجة لذلك “ليس من الغريب أن نكون في سنة 2024 وما نزال نطالب بتفعيل الدستور الذي تم تعديله في 2011. وعاد أحند عصيد إلى بداية مسار مأسسة اللغة الأمازيغية بعد تولي الملك محمد السادس للحكم”، وقال إنه “كان هناك توجهين يقول الأول إنه يلزمنا تعديل الدستور كي يضمن المأسسة”. وتوجه آخر يقول بأن اللغة الأمازيغية في ذاك الوقت بعد التهميش الذي طالها لعقود غير مهيأة لتصبح لغة رسمية . مضيفا أنه قد تم في النهاية سلك هذا الطريق الثاني.
واعتبر أن هذا النقاش تجدد مع فترة الثورات خلال سنة 2011 معتبرا أن هذه الفترة كانت أفضل الفترات نظرا لأنه كان خلالها النقاش قويا وغنيا وتم إسماع صوت كل الآراء والأصوات.
وضعية الأمازيغية اليوم
وتحدث عصيد عن الحلفاء التقليديين والجدد للغة الأمازيغية والذين حددهم في بعض الأحزاب السياسية سواء قبل الدسترة أو بعدها. وفي ذات السياق تحدث عن عما تحقق خلال ولاية الحكومة الحالية للأمازيغية ذكر مذكرة لوزير التربية الوطنية وقال إن مكمن الغرابة هنا أنه منذ سنة 2012 لم تكن هناك مذكرة واحدة عن الأمازيغية في التعليم.
وتحدث عن القانون التنظيمي الذي مرت عليه أكثر من عامين دون تفعيل، مستغربا من ربط الأمازيغية بتحديث الإدارةوقال إن هناك خوفا من أن يوجه مبلغ المليار درهم الذي التزمت به الحكومة للأمازيغية لصالح الرقمنة وتحديث الإدارة دون أن تستفيد برامج الأمازيغية.
واعتبر أنه من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها هي التعليم والإعلام معتبرا أن اللغة التي لا نجدها في التعليم والإعلام هي لغة لا تحمل طابعا رسميا وما تزال غير معترف بها.
“تيفيناغ” ليست مشكلا
وتحدث أحمد عصيد من جانب آخر عن تدريس اللغة الأمازيغة بحرفها الأصلي تيفيناغ، معتبرا أن المشكلة التي وقع فيها من هم ضد تدريس هذه اللغة بتيفيناغ أنهم أسقطوا القدرات التعلمية للكبار على الصغار وقال إن “هذا لا يجوز”.
وتابع أن “الذي يريد أن يتكلم عن مقبولية تعليم حرف تيفيناغ ينبغي عليه أن يقيس ذلك في الممارسة الفصلية بالمدارس مؤكدا أن المعطيات تثبت أن أسهل حرف يتعلمه التلاميذ في المدارس هو حرف تيفيناغ”.
وأرجع ذلك إلى أنه “لا وجود للتعقيدات البيداغوجية في الحرف الأمازيغي” وأضاف في هذا الصدد أن “تغييب درس التاريخ القديم أدى إلى الجهل بالقيمة الحقيقية لتيفيناغ”.