الإنتاجات الرمضانية.. أسطوانة “موسمية” تكرر نفسها كل سنة
بعد مرور ما يقرب من أسبوع على بداية شهر رمضان الكريم، الذي يعرف برمجة خاصة على مستوى الإنتاجات التلفزيونية لقنوات القطب العمومي، عرضت هذه الأخيرة إلى حدود اللحظة مجموعة من الأعمال التي لم تخرج في غالبيتها عن الكوميديا والدراما، وهي الأعمال التي أثار بعضها جدلا واسعا، ككل سنة، وصل حد مراسلة الهيئة العليا للسمعي البصري (الهاكا)، وتقديم أسئلة برلمانية في الموضوع، بسبب ما اعتبر إساءة لبعض الفئات المجتمعية.
وقد استقت صحيفة “صوت المغرب” لهذه الغاية رأي الناقد الفني و السينمائي مصطفى الطالب، الذي اعتبر، أن البرمجة الرمضانية لهذه السنة لم تأت بجديد، حيث أن الكوميديا والدراما الاجتماعية، تبقى هي النوع الدرامي الطاغي، مع تغيير بسيط في المواضيع التي عالجتها الدراما الاجتماعية، التي لم تخرج عن إطار الصراعات الإنسانية والمال والعلاقة بين الرجل والمرأة، والعلاقات العاطفية والمغامرة أحيانا.
وأشار الطالب، إلى أن التخمة التي عرفها العرض الدرامي من خلال المسلسلات التي تم تقديمها، تميزت ككل سنة، بتكرار نفس الوجوه، وعدم الخروج عن نمطية الدراما الاجتماعية والكوميديا السطحية، وهو الأمر الذي زادت جرعته هذه السنة، من خلال “كتابة سطحية وإخراج باهت”، وإن كان هذا لا ينفي وجود تطور فني احترافي في الأعمال الدرامية، لكن لابد أن يوازيه تطور على مستوى المواضيع ومقاربتها الفنية.
واستدرك الطالب بالقول، أن هذا لا ينفي أن هناك دراما تلفزية حاولت الإجتهاد فنيا وموضوعاتيا، من خلال تقديم تراث مدينة فاس الإجتماعي والحرفي والعلمي خلال الحقبة المرينية، وهو الأمر الذي نجح فيه مسلسل “حرير الصابرة” التراثية لمخرجه يزيد القادري.
وفيما يتعلق بالأعمال الكوميدية، تساءل الطالب عن الأسباب وراء “إقصاء وجه مألوف تلفزيونيا، حاول تقديم الكوميديا السوداء وخاصة الكوميديا السياسية، مما دفعه إلى تقديمها على منصة اليوتوب، وليس على الشاشة الصغيرة”.
وسجل الطالب غياب الدراما الدينية التي يعشقها المشاهد خلال رمضان، وهو الأمر الذي اعتبره المتحدث نوعا من الإقصاء لهذه الدراما، مما يطرح حسب المتحدث نفسه، أكثر من علامة استفهام، حول أسباب الإقصاء ودوافعه.
وأكد الطالب، أن عائق الإنتاج لم يعد مطروحا بالنظر للتطور الذي عرفه هذا القطاع، بما رصد له من إمكانات مادية ولوجستيكية، لكن غياب المحتوى الجاد الذي يلامس قضايا المجتمع الحقيقية والتحولات القيمية التي يعرفها، هو ما يطرح اليوم أمام المشتغلين في المجال.
وخلص المتحدث إلى أن القطب العمومي ماض في سياسته الإعلامية وبرمجته، “التي لا ترقى في مجملها إلى تطلعات الجمهور خاصة في شهر رمضان الذي له خصوصيته الدينية والاجتماعية”، مشيرا في نفس السياق، إلى أن بعض الأعمال الكوميدية هذه السنة واجهتها احتجاجات، وهو ما يتكرر كل سنة، خاصة على الفضاء الأزرق، لكن القائمين على الشأن الإعلامي “لا يأخذون الأمر بعين الإعتبار”.