نريد ما بعد اللائحة..
أول لائحة للناخب الوطني وليد الرݣراݣي بعد كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، وبعد الكثير من اللغط والتكهنات حول التغييرات التي ستحدث في الفريق الوطني، نزلت مساء أمس في موقع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد إلغاء الندوة الصحفية التي كان من المقرر أن يعلن فيها الرݣراݣي عن أسماء اللاعبين الذين سيخوضون مبارتي موريطانيا وأنغولا في نهاية هذا الشهر.
أولى الملاحظات هي حضور أسماء جديدة لأول مرة، كابراهيم دياز وإسماعيل بن الصغير ويوسف الخديم، وإلياس أخوماش، بالإضافة إلى عودة سفيان رحيمي الذي كان قد لعب مع المنتخب الوطني مباراة ودية مغلقة ضد مدغشقر في إطار التحضيرات لمونديال قطر، والذي طالَب به الكثيرون بعد تألقه في مبارياته مع نادي العين الإماراتي.
فيما سجل غياب نصير مزراوي وسليم أملاح، والعميد غانم سايس واسماعيل الصيباري، وأمين حاريث، وطارق تيسودالي، إما بسبب الإصابة أو عدم الجاهزية، أو بسبب أن وليد الرݣراݣي لم يعد مقتنعا بمستوى بعضهم، وأنهم لا يصلحون لطريقة لعبٍ مَا، ينوي اعتمادها بدلا عن “طوبيساته” الشهيرة.
تشكيلة من اللاعبين تبدو عادية ومنتظرة وبدون مفاجآت تُذكر رغم التغييرات الكثيرة، باستثناء علامة استفهام كبيرة على أشرف داري الذي بالكاد عاد إلى التنافسية مع سبورتينغ شارلوروا النادي المتواضع في الدوري البلجيكي، بعد مدة طويلة من “الراحة” لم يقتنع فيها نادي بريست بمستواه، وأيضا وجود يحيى عطية الله الذي انتقل إلى ناد في مؤخرة ترثيب الدوري الروسي ومع ذلك لم يجد داخله مكانا أساسيا، مقابل تغييب آدم ماسينا الذي يقدم مستويات جيدة كأساسي مع ناديه طورينو في الدوري الإيطالي.
كل هذه الملاحظات قد تكون الآن بدون قيمة، ما لم نشاهد كيف سيتعامل وليد الرݣراݣي وطاقمه مع مبارتي موريطانيا وأنغولا، وكيف سيوظف هؤلاء اللاعبين، وما هي طريقة اللعب الجديدة التي ستكون خارطة طريق المستقبل بالنسبة للفريق الوطني خلال المرحلة القادمة، فالتوفر على هذا العدد من النجوم الواعدة والمتألقة في أنديتها العالمية، لا يعني أننا “قطعنا الواد ونشفوا رجلينا” وسنبدأ في حصد الإنجازات والألقاب، لأن كرة القدم المعاصرة لم تعد تعترف بالأسماء الوازنة ما لم تكن منصهرة في فريق منسجم ومتماسك ولديه طريقة لعب فعالة ومتمرس عليها.
وليد الرݣراݣي يعرف جيدا ماذا ينتظره الآن بعد نكسة الكوت ديفوار وغضب المغاربة من المستوى الهزيل الذي قدمه لاعبوه في مباريات سان بيدرو، بحيث لم يعد لديه ولو نسبة ضئيلة من هامش الخطأ في اختيار اللاعبين وفي طريقة تدبير المباريات، وأي ظهور للمنتخب الوطني من الآن فصاعدا، من غير مشاهدة فريق جديد ومنسجم بروح هجومية واضحة، يفوز من غير عناء على المنتخبات الإفريقية، يعني ألا شيء تغير، وأن السيد وليد الرݣراݣي لم يعد لديه ما يقدمه كمدرب للفريق الوطني.
إذن لننتظر مبارتي موريطانيا وأنغولا، وبعدها لكل حادث حديث.