“المسيرة الزرقاء”.. المغرب يقترب من استرجاع إدارة مجاله الجوي من إسبانيا
رفع رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز الحظر على ملف نقل إدارة المجال الجوي في الصحراء للمغرب، بعدما كان قد تجمد النقاش حوله قبل أشهر، في خطوة تقرأ في الرباط في حالة تحققها، ترسيخا للسيادة المغربية على الصحراء، ونصر سياسي، إلى جانب جوانبه التقنية.
وفي السياق ذاته، يقول تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن المغرب مارس كل سيادته على الإقليم بدليل أن مطارات المدنية ترتبط بأبراج المراقبة التابعة للخطوط الملكية المغربية، منها حتى الطائرات التي تنطلق من الداخلة والعيون نحو باقي الأقاليم المغربة أو جزر الكناري، أما الطائرات العسكرية، فيقول إن المغرب أخذ حريته الكاملة في تدبير طائراته العسكرية في الأقاليم الجنوبية، والتي تنطلق من الثكنات المغربية وترتبط بالأبراجها، وحتى الطائرات بدون طيار تخضع للمراقبة المغربية بشكل كامل.
وبالنظر لهذه المعطيات، يرى الحسيني أن خطوة نقل إدارة المجال الجوي في الأقاليم الجنوبية للمغرب من إسبانيا ليد المغرب هي مسألة ذات طبيعة تقنية محضة لأنه منذ بعث سانشيز برسالته الشهيرة للملك المغربي ودخلت العلاقات مرحلة جديدة تم إنشاء لجنة تقنية مشتركة لتدبير هذا الأمر، إلى أن توقفت أشغال هذه اللجنة نتيجة الانتخابات الإسبانية الأخيرة، وهو التوقف الذي تم تداركه بعد عودة سانشيز إلى الحكم ولقائه بالملك محمد السادس قبل أسبوعين في الرباط.
وعلى الرغم من أنها مسالة فنية وتقنية، إلا أنه هذا الجانب لا ينفي الصبة السياسية على هذه الخطوة، ويقول الحسيني في هذا السياق إن “هذه المسألة الفنية ستعطي للمغرب الصلاحية لتكون سيادته غير منقوصة على الإطلاق على منطقة الصحراء”.
إضافة إلى ذلك، فستكون قيمة مضافة لموضوع السيادة، لأن “أعداء المغرب كانوا يتبجحون بالقول إن إسبانيا مكلفة بالإدارة وأن المغرب قام فقط بالسيطرة على الإقليم” حسب الحسيني.
قانونيا، تشير المعطيات إلى أنه بعد التوافق مع إسبانيا سيتم رسم حدود المجالات الجوية بشكل رسمي، ما سيسمح للمغرب بإيداعه لدى منظمة الطيران الدولي ليعطي الصبغة الرسمية للمجال الجوي المغربي، بشكل يجعل الشركة العامة الإسبانية بعيدة عن القيام بأي دور في غدارة المجال الجوي للصحراء المغربية.