“صوت المغرب” في معتصم حراك فجيج..ابتهالات وشعارات ومسيرات ليليلة
مع حلول الظلام يتوافد المعتصمون تباعا على معتصم حراك الماء بفجيج، الذي أقيم بجانب مقر جماعة فجيج، منذ اعتقال الناشط البارز في الحراك محمد براهمي الملقب بـ”موفو”، في 14 فبراير الماضي، لتنطلق الفعاليات الليلية للمعتصم.
في النهار يحافظ المعتصمون على “تمثيليتهم في المعتصم” ببضعة نشطاء حتى تتجسد صفته المفتوحة 24 ساعة على 24 ساعة، إلا أن أعمالهم وانشغالات حياتهم اليومية تجعل من الفترة الليلة أفضل فترة لتجسيد هذه الخطوة الاحتجاجية التي كانت مقررة حتى قبل اعتقال “موفو” غير أن اعتقاله عجل بتجسيدها.
عشاء وشعارات
الليلة الماضية التي قضتها “صوت المغرب”، مع المعتصمين لم تكن مختلفة عن باقي لياليهم، تبدأ بوجبة العشاء الجماعية التي تكون في الغالب كسكس حضرته نساء الواحة خصيصا للمعتصمين، وفي مشاركة الطعام دلالة هامة تتمثل بالأساس في “إشراك الملح”، بين المعتصمين وعبرها الشعور والإحساس بالمصير المشترك.
وجبة العشاء تتخللها أحاديث شتى تنطلق باستعراض التجارب الشخصية مع “النضال”، في الماضي والحاضر، وتخوض في الحراك القائم حاليا ومستقبله و الخطوات التي يمكن أن يقدم عليها المحتجون مع توالي أسابيع وأشهر الاحتجاجات.
الابتهالات والأدعية وحتى ما تيسر من القرآن الكريم، كما هي عادة أهل فجيج حاضرة أيضا في العشاء، إذ لا “يصح” الجمع دون رفعها بحناجرهم التي يتردد صداها في مقر الباشوية والجماعة المجاورتين لمكان الاعتصام وحتى في الساحة التي دأبت على احتضان وقفاتهم المستمرة.
ولأن المناسبة شرط كما يقال، فمناسبة فتحهم لهذا الاعتصام هو وجود “رفيقهم” وراء القضبان وأيضا “نضالهم” في سبيل الإبقاء على الماء تحت تصرفهم المباشر عبر ممثلهم في الجماعة، وهو ما يدفعهم لرفع شعارات مطالبة بالإفراج عن “موفو”، وترديد شعارهم الخالد ذي اللاءات الثلاثة “لا للشركة..لا للشركة لا للشركة”.
مسيرة ليلية
في اللحظة التي يفد على المعتصم باقي المؤازرين ينطلق المعتصمون في مسيرة ليلية تجوب أهم شوارع المدينة وعلى مسافة تتجاوز الكيلومتيرين، وعلى عكس المسيرات والوقفات التي ينظمها نشطاء الحراك نهارا بالشعارات، فإنهم يقتصرون في المسيرات الليلية على الابتهالات وبعض الإشارات بالأيدي التي تشير تارة إلى رفض الاعتقال وأخرى إلى توجيه “تحية النصر”، لرفيقهم القابع في سجن بوعرفة.
وقال إدريس بن مومن، وهو ناشط في الحراك وعضو التنسيقية المحلية للدفاع عن قضايا فكيك، وهي التنسيقية التي تؤطر الاحتجاجات، إن اعتصامهم الليلي الذي تتخلله بعض المسيرات الاحتجاجية سيستمر وهو متمسك بالسلمية إلى آخر نفس.
وأضاف في تصريح لـ”صوت المغرب”، أن الاحتجاجات التي تخوضها ساكنة فجيج أعطت صورة إيجابية وأضحت تمرينا لجميع الحراكات في المناطق الأخرى.
وأشار إلى أن الاعتصام الذي تم التعجيل به مع مستجد اعتقال موفو كان مقررا، كما أن هناك أشكال احتجاجية سلمية أخرى يمكن أن تخوض فيها الساكنة مع توالي أيام الاحتجاجات.