العدالة والتنمية يعبر عن رفضه للجنة المناهج والبرامج التربوية
بعد أسبوع عن تنصيبها، بدأت سهام الانتقاد تتجه نحو اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج التربوية، التي يرأسها محمد جنجار وتضم عضوية أزيد من ثلاثين شخصية، بعدما تم تنصيبها الأسبوع الماضي، من طرف شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وعبر حزب العدالة والتنمية، في بلاغ أصدره اليوم الثلاثاء 5 مارس 2024 بعد اجتماع أمانته العامة، عن رفضه للجنة، رئيسا وخبراء، مبرزا أن تركيبة اللجنة، يعد “تكريسا من الحكومة ووزير التربية الوطنية لمنطق الإقصاء والاستفراد بملف وطني استراتيجي من خلال تغييب الخبراء ذوي التجربة الميدانية المنتمين لقطاع التربية والتكوين، من أساتذة ومفتشين ومكونين، و تكريس الفكر الواحد وهيمنة مشارب وحساسية فكرية بعينها”.
وأوضح الحزب أن ملف التعليم هو “ملف وطني كبير يرسم ملامح المواطن المغربي المنشود، ويحدد نموذج المجتمع المغربي الموسوم على الدوام بتشبثه بثوابت الأمة المغربية وهويتها الحضارية المتعددة الروافد، والمنفتح والمتفاعل إيجابا مع محيطه”.
واستغرب الحزب كون رئيس اللجنة هو في نفس الوقت عضو خبير في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، فهو الذي سيسهر على تحضير المناهج والبرامج في إطار هذه اللجنة وهو الذي سيتسلمها كخبير في المجلس الأعلى قصد إبداء الرأي فيها.
كما تسجل الأمانة العامة لحزب المصباح أن هذا التوجه الذي تصفه بـ”الانفرادي والإقصائي” انطلق قبل تشكيل هذه اللجنة نفسها حيث أصدرت الوزارة عددا من الوثائق المرجعية وقامت بتنزيل عدد من الخيارات البيداغوجية، من قبيل الشروع في تعميم مدارس الريادة في السلك الابتدائي، وشرعت في تجريبها بالسلك الثانوي الإعدادي انطلاقا من السنة الدراسية المقبلة.
وتبنت فعليا عددا من الخيارات التعليمية، كإقرار عدد من المواد الدراسية والمقاربات البيداغوجية، فضلا عن استمرارها في ما قالت إنه “فرض لخيارات لغوية خارج القانون الإطار الخاص بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وفي غياب مرسوم الهندسة اللغوية”.
وكان شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد ترأس قبل أسبوع بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، مراسيم تنصيب أعضاء اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج.
ويرى الوزير في تنصيب أعضاء هذه اللجنة “لحظة متميزة وفارقة في مسار الإصلاح العميق لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بمختلف مكوناتها ومستوياتها”، بالنظر لاشتغالها المباشر على المناهج والبرامج والتكوينات، التي تشكل جوهر النموذج البيداغوجي، والمدخل الأساس لتحقيق جودة التربية والتكوين.