المغرب ينوي تشييد طريق جديد نحو موريتانيا قد يغير ملامح المنطقة
بالتزامن مع الإعلان عن خط طرقي يربط الجزائر بموريتانيا وإطلاقه بإشراف شخصي من الرئيسين محمد ولد الغزواني وعبد المجيد تبون، يبدو أن المغرب أحيى مخطط تشييد طريق جديد يربطi بموريتانيا، وهو طريق السمارة الزويرات، لينضاف إلى طريق كركرات.
ونقلت صحيفة “يابلادي” عن مصادر قالت إنها مقربة من الملف، بدأ اشغال التشييد، وقالت إن جرافات تابعة للقوات المسلحة الملكية بدأت تمشيط الموقع استعدادا لمشروع الربط بين أمغالا بموريتانيا، مضيفة أن موضوع هذا الطريق، كان على طاولة لقاء للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس بعثة المنورسو في الصحراء ألكسندر إيفانكو، لكون الطريق الذي يسعى المغرب لتشييده، سيمر من موقع لفريق البعثة.
مشروع قديم
الطريق الذي يضع المغرب عينه عليه منذ سنوات، وتحدث عنه رسميا وزير التجهيز السابق عبد القادر اعمارة قبل ست سنوات في زيارة له للأقاليم الجنوبية، سيسمح للمغرب بتقليص مساحة المنطقة العازلة في الصحراء، والحد من تحركات جبهة البوليساريو في المنطقة، وبالتالي الحد من هجماتها.
وقال اعمارة خلال زيارة له للأقاليم الجنوبية على قناة العيون آنذاك إن الدراسة انطلقت لإحداث مشروع فتح معبر ثان نحو افريقيا يمر شرقا عبر السمارة والگلتة، وسيكون الأقرب لبلوغ موريتانيا وجنوب الجزائر ومالي وباقي دول غرب إفريقيا، كما أنه سيجعل موريتانيا أقرب إلى الحركة التجارية وتنقل البشر.
تصريحات اعمارة آنذاك صدرت بالتزامن مع إطلاق الطريق الجزائري الموريتاني المعروف بطريق شوم، وهو أول معبر حدودي بري بين البلدين منذ استقلالهما، بهدف “بعث حركية اقتصادية وتجارية جديدة” حسب وزيري داخلية البلدين، وهو مشروع شق طريق في المنطقة الحدودية بينهما بين تندوف الجزائرية وشوم الموريتانية القريبتين من الصحراء المغربية.
مشروع جزائري موريتاني جديد
ويأتي الحديث عن إحياء المشروع المغربي، بعد أقل من أسبوع على افتتاح موريتانيا والجزائر لمعبر حدودي جديد، وإطلاقهما لمنطقة تجارة حرة، بإشراف الرئيسين.
وتحاول الجزائر منذ سنوات فتح مجالات جديدة للتعون التجاري والإقتصادي مع موريتانيا لمنافسة المغرب الذى يعد أكبر مورد إلى موريتانيا، وهو البلد الأول أفريقيا على قائمة الاستثمار هناك، حيث يبلغ حجم المبادلات التجارية سنويا بين المغرب وموريتانيا نحو 235 مليون دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وموريتانيا نحو 87.3 مليون دولار حسب أرقام 2021.
تساؤل عن موقف موريتانيا
المشروع المغربي لربط السمارة بالزويرات لا يمكن أن يرى النور إلا بموافقة السلطات العليا في نواكشوط، لأن له في ظاهره مشروع اقتصادي سينعكس بكل تأكيد على المبادلات المغربية مع موريتانيا والغرب الإفريقي ولكن باطنه سياسي، في ظل التنافس المغربي الجزائري في المنطقة.
وزير التجهيز الموريتاني، كان في الرباط قبل أسبوع، غير أنه لم يتحدث عن مشروع ربط بري جديد بين البلدين، في المقابل، طلب خبرة مغربية، لتحسين الربط الطرقي بين مدينتي الزويرات ونواذيبو، وهي العصب الاقتصادي لموريتانيا.
المشروع المغربي الجديد، يقرأ في سياق التنافس المغربي الجزائري، وعمق الصراع الجزائري الواضح مع المغرب، وعنوانه الأبرز والذي لا يتغير على مدى عقود هو السعي الجزائري نحو الإطلالة على الأطلسي.