غالي: اعتقال المدونين عودة إلى صفحة سوداء في المغرب
استعار رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، صورا مما عاشه المغرب خلال ما سمي بسنوات الجمر والرصاص، في تعليقه على الاعتقالات التي تطال المعبرين عن آرائهم، وقال إنها “عودة إلى زمن الاعتقالات السياسية المظلمة”.
مناسبة الكلام جاءت بعد أيام من اعتقال الناشط المدني رضى الطاوجني، على خلفية شكاية تقدم بها ضده وزير العدل عبد اللطيف وهبي، يتهمه فيها بـ“التشهير” وحكم عليه إثر ذلك بسنتين سجنا نافذا وغرامة قدرها 20 ألف درهم مع آداء درهم رمزي لوزير العدل عبد اللطيف وهبي.
وقال رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي في حديثه اليوم الخميس 22 فبراير 2024 لـ”صوت المغرب”، إن “هذه العودة إلى الاعتقالات السياسية هي بمثابة صفحة سوداء أخرى من صفحات انتهاك حقوق الإنسان” منتقدا في الآن ذاته “استمرار متابعة المدونين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، المعبرين عن آرائهم بالقانون الجنائي”.
وتحدث غالي عن حالة المدون رضى الطاوجني، معتبرا أنه “إذا كان فعلا وزير العدل قد أحس بأنه تعرض للتشهير فعلا، فإن متابعته كان حريا بها أن تكون طبقا لقانون الصحافة والنشر”.
وفي ذات الاتجاه انتقد رئيس الجمعية الحقوقية ظروف اعتقال ببوبكر الونخاري، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، معتبرا أنه “يتمتع بكافة ضمانات الحضور، وبالتالي كان من المفترض أن يتوصل باستدعاء وفق ما هو معمول به”، وذلك في وقت ما تزال فيه أسباب اعتقال الونخاري مجهولة.
وتقول الجماعة إن الونخاري تعرض للاعتقال صباح يوم أمس الأربعاء 21 فبراير 2024، من أمام سفارة المملكة العربية السعودية بالرباط، حيث ذهب للاستفسار عن سبب رفض تمكينه من تأشيرة أداء مناسك العمرة، فإذا به يقتاد إلى مقر الدائرة الأمنية بالسويسي دون معرفة الأسباب.
ويرى عزيز غالي أن هذه المتابعات التي تطال المدونين والنشطاء “هي حملة أخرى من أجل تكميم الأفواه ولجمها عن الرأي، خاصة فيما يتعلق بتلك التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا للدور المهم الذي أصبحت تضطلع به”.
هذا التوجه الذي يعتبره الحقوقي، “سيكون ضارا بصورة المملكة خاصة وأنها ترأس الآن مجلس حقوق الإنسان، وهو ما سيكرس لعودة الاعتقالات السياسيو ولصور قاتمة عن وضعية حقوق الإنسان بالبلاد”.