story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

قوانين كرة القدم..تشريعات في تطور دائم

ص ص

تطورت قوانين لعبة كرة القدم كثيرا خلال تاريخ اللعبة. فمنذ بداية ممارستها بشكل غير منظم في هيئة بطولات بين فرق وأندية أواخر القرن الـ19، وحتى يومنا هذا، تم تعديل قوانينها أكثر من مرة، حتى أصبحت الكرة التي تمارس اليوم، تختلف كليا عن التي تلك التي كانت تمارس في القرن الـ19 مثلا.
وقد بدأت محاولات تقنين لعبة كرة القدم بداية من عام 1848 في جامعة كمبريدج الإنجليزية، وتم تنظيم أول مباراة رسمية سنة 1855، وكانت أهم القواعد التي وضعت وقتها تخص الضرب والجذب للحد من العنف بين اللاعبين، ومن أهم إنجازات تلك الحقبة هي تحديد عدد اللاعبين في 11 لاعبا وهو الرقم الذي تم الاتفاق عليه عام 1897، بعد أن كان الفريق الواحد يتكون من 28 لاعبا بناء على قانون سنة 1863.

القوانين الأولى
في عام 1963 وضع الإنجليز عددا بسيطا من القواعد كمحاولة لتقنين لعبة كرة القدم، وذلك لتفادي الخلافات بين اللاعبين، وكان من أبرزها:

  • عرض المرمى 7,30 متر، أما الارتفاع غير محدد، فلا وجود لعارضة أفقية.
  • كان ممنوعًا لعب الكرة باليد، لكن يمكن توقيفها باليد وتهيئتها للعب بالقدم.
  • ممنوع أن يلمس لاعب الكرة بقدمه وهي في الهواء، بل يجب أن تلمس الأرض أولًا.
  • عندما يُخرج أحد اللاعبين الكرة عن خط التماس، يقوم هو نفسه بإعادتها داخل الملعب، عبر ركلها بالقدم في خط مستقيم فقط.
  • الفريق الذي يتلقى هدفا يستأنف اللعب مرة أخرى بضربة مرمى.
  • عندما يبدأ اللاعب الجري بالكرة، على المنافس أن يكون بعيدًا عنه بمسافة 6 خطوات.
  • يُحتسب التسلل حال وجود أحد لاعبي الفريق أمام الكرة، حيث تُحتسب الكرة تسللًا إذا تم تمريرها للأمام.
  • يُمنع الدفع ولو بالكتف إذا كانت الكرة بحوزة اللاعب، ويجوز الدفع إذا لم تكن بحوزته.
    ولم يكن هناك ضربات ركنية ولا ضربة جزاء ولا حتى تحديد لشكل ومقاييس الكرة ذاتها.

فكرة استحداث الحكام
تم استحداث فكرة التحكيم عام 1878؛ وبدأ الأمر بحكم واحد فقط، وشهد هذا الجانب من اللعبة الكثير من التعديلات، فتم إضافة مراقبين للخطوط ثم تزويد كل منهما براية ثم صار لكل قرار حركة محددة بالراية، ثم تم تزويد الحكم بالبطاقات الصفراء والحمراء، ومع التقدم التكنولوجي تمت إضافة تقنية الفيديو لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة والتي ظهرت عالميا في مونديال روسيا 2018، وتم تعميمها بعد ذلك على كل البطولات والكؤوس.

خلاف حول حجم الكرة
في البداية لم يكن هناك قانون يحدد حجم الكرة، لدرجة أن هذا الأمر تسبب في مشكل كبير خلال النسخة الأولى من المونديال الذي استضافته الأوروغواي، بسبب إصرار كل من منتخبي الأرجنتين والأوروغواي على خوض المباراة بالكرة المستخدمة في بلاده، وفي النهاية تم حسم الأمر عن طريق ترضية الطرفين بخوض كل شوط بكرة مختلفة، لتتقدم الأرجنتين بنهاية الشوط الأول 2-1 باستخدام كرتهم، لكن مع الشوط الثاني واستخدام كرة الأورغواي نجح أصحاب الأرض في إحراز 3 أهداف ليفوزوا بالمباراة 4-2 ويحصدوا أول ألقاب كأس العالم.
بشكل عام بقيت صناعة الكرة أمرا خلافيا حتى عام 1970 حين أمدت شركة أديداس الاتحاد الدولي بالكرة المستخدمة في المونديال، وكانت أول كرة لا تمتص المياه، وقد كانت قبل هذا التاريخ مصنعة من مواد طبيعية وبشكل يدوي، ما يجعلها قابلة لامتصاص المياه؛ ما يعني بطبيعة الحال اختلاف وزن الكرة خلال المباراة، ولم تتحول صناعة الكرات لاستخدام مواد صناعية بالكامل إلا مع مونديال المكسيك 86.

حارس المرمى
بعد 5 دورات لكأس العالم كان حارس المرمى وبعد أن يمسك بالكرة، يمكن للمنافس أن يكاتفه ويسقطه داخل المرمى فيعتبر هدفا صحيحا، ولم يتم حماية الحارس الممسك بالكرة إلا بعد واقعة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1958، حين اصطدم لاعب بولتون “نات لافتهوس” بحارس مرمى مانشستر يونايتد المستحوذ على الكرة فأسقطه داخل المرمى لتحتسب هدفا ويفوز بولتون بالمباراة واللقب، ليوضع بعدها قانون يجعلها مخالفة.
وشهد مركز حراسة المرمى تحديدا العديد من التطويرات التي أثرت بشكل واضح في مهام المركز وكيفية ممارسته للعبة، إذ لم يتم تحديد المنطقة التي يمكنه مسك الكرة بيده فيها إلا عام 1912، بعد استحداث منطقة الجزاء بحوالي 9 سنوات، ثم جاء التطور بمنعه من إمساك الكرة إذا كانت عائدة من قدم زميل بعد مونديال إيطاليا 1990، وبالتحديد عام 1992.

التسلل
التسلل واحد من أقدم قوانين اللعبة ومن أكثرها تعرضًا للتطوير، حين بدأت اللعبة كان التسلل يحتسب لمجرد وجود اللاعب المهاجم متقدما عن الكرة في اتجاه مرمى المنافس، وثم تخفيف القانون تدريجيًا، ففي عام 1920 لم يعد هناك تسلل خلال رميات التماس وجاء التعديل الأبرز عام 1974، حيث صار التسلل يحتسب إذا كان اللاعب المهاجم ووقت خروج الكرة من قدم زميله يفصله عن خط المرمى لاعبين فقط من الفريق المنافس، ثم جاءت أحدث التعديلات بأن يكفي المهاجم أن يكون على نفس الخط مع آخر ثاني لاعب يفصله عن المرمى، وهو التعديل الذي تم عام 1990.

البدلاء
لم يكن من الممكن استبدال لاعب بدأ المباراة، وإذا أُجهد لاعب أو حتى أصيب وخرج من الملعب فلا يمكن أن يحل محله لاعب آخر، وتم السماح بإجراء تغيير واحد لكل فريق خلال المباراة بداية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1954، وفي سنة 1988، صار لكل فريق تبديلان، ومع مونديال 1994، أصبح لكل فريق تبديلان مع إمكانية تبديل ثالث إذا أصيب حارس المرمى؛ وسرعان ما تم التغاضي عن شرط إصابة الحارس وأصبحت التغييرات ثلاثة بشكل مطلق، وشهد مونديال روسيا إضافة تبديل رابع في حال وصول المباراة لوقت إضافي، ثم جاء التعديل الأخير سنة 2022 الذي بموجبه أصبح بإمكان كل فريق أن يجري خمس تغييرات في شوطي المباراة، مع إمكانية إضافة تغيير سادس إذا وصلت إلى الشوطين الإضافيين.

الوقت بدل الضائع
تم ابتكار هذه الفكرة بسبب واقعة حدثت سنة 1891، خلال مباراة بين أستون فيلا وستوك سيتي، كان أستون فيلا متقدما بهدف لصفر، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين حصل ستوك سيتي على ضربة جزاء (كانت اختراعا حديثا وقتها)، فما كان من حارس مرمى أستون فيلا إلا أن أطاح بالكرة خارج الملعب، فاستُغرق وقت لإحضارها من جديد، فاضطر الحكم أن يعلن نهاية المباراة قبل تنفيذ ضربة الجزاء.
ظل الوقت الضائع سرا لا يعلمه إلا حكم الساحة حتى مونديال فرنسا 1998، حين تم ولأول مرة تطبيق نظام الإعلان عن الوقت الضائع، بحيث يتواصل حكم الساحة مع الحكم الرابع لإشعاره بعدد الدقائق المحتسبة فيقوم الأخير بالإعلان عنها بواسطة اللوحة الخاصة بتغيير اللاعبين.

الشوطين الإضافيين وضربات الترجيح
استحدثت فكرة الشوطين الإضافيين بعد مباراة المنتخب الإيطالي ضد نظيره النمساوي خلال مونديال إيطاليا 1934 والتي انتهت بالتعادل 1-1، لكن طوال مدة الوقت الإضافي عجز أي من الفريقين عن إحراز هدف، فانتهت المباراة بنتيجة التعادل، فتمت إعادة المباراة في اليوم التالي وتعرض اللاعبون لتعب كبير، مما حتم التفكير في طريقة لحسم نتيجة التعادل.
عندما كانت تنتهي المباراة المعادة أيضا بالتعادل، كان الحكم يلجأ إلى إجراء قرعة مباشرة بنفس طريقة قرعة بداية المباراة، وذلك بإلقاء العملة في الهواء، وهو ما حدث مثلا في مباراة دور الثمانية في بطولة كاس أوروبا للأندية بين ليفربول وكولن. فبعد انتهاء مباراتي الذهاب والعودة بالتعادل السلبي، ثم نهاية المباراة الفاصلة بوقتها الإضافي بالتعادل 2-2 لجأ الحكم بشكل طبيعي للقرعة، وكانت المفارقة أن العملة المعدنية سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار، فألقى الحكم العملة مرة ثانية ليفوز ليفربول بالمباراة، واعتمد الاتحاد الدولي ضربات الترجيح كوسيلة حاسمة لكسر التعادل عام 1976.
وقد حاول الاتحاد الدولي أكثر من مرة استحداث طرق لكسر التعادل قبل الوصول لضربات الترجيح، مرة باستحداث قاعدة الهدف الذهبي سنة 1996، والتي تنص على أنه إذا سجل أحد الفريقين خلال الوقت الإضافي تنتهي المباراة فورا ويعتبر فائزا، لكن لم يكتب لهذه التجربة النجاح وانتهت ليظهر تعديل لها باسم الهدف الفضي وهو عبارة عن أنه إذا انتهى الشوط الأول الإضافي بتقدم أحد الفريقين يعتبر هذا الفريق فائزا، وتم تجربة هذه القاعدة عام 2004 لكن سرعان ما تم التراجع عنها.