يونيسيف: الجوع والعطش البالغ يهدد أطفال غزة
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ال”يونيسيف”، إن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل تهديدات خطيرة لحياتهم.
مستويات خطرة
وذلك وفقا لتحليل جديد شامل أصدرته مجموعة التغذية العالمية قالت فيه إنه مع دخول النزاع الدائر في قطاع غزة أسبوعه العشرين، أصبحت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب شحيحة للغاية وانتشرت الأمراض، مما يؤثر على تغذية النساء والأطفال ومناعتهم ويؤدي إلى زيادة في حالات سوء التغذية الحاد.
ويخلص التقرير إلى أن الوضع خطير بشكل أكبر في شمال قطاع غزة، الذي انقطعت عنه المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع. وقد وجدت فحوصات التغذية التي أجريت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في الشمال أن 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد.
ومن بين هؤلاء، يعاني ما يقرب من 3 في المائة من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية تهديدًا للحياة، مما يعرض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلاً. وبما أن البيانات تم جمعها في شهر يناير المنصرم، فمن المرجح أن يكون الوضع أكثر خطورة اليوم.
وخلصت فحوصات مماثلة أجريت في جنوب قطاع غزة، في رفح، حيث تتوافر المساعدات بشكل أكبر، إلى أن 5 في المائة من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد. وهذا دليل واضح على أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية أمر ضروري، ويمكن أن يساعد في منع أسوأ النتائج. كما أنه يعزز دعوات الوكالات لحماية رفح من التهديد بالعمليات العسكرية المكثفة.
وقال نائب المديرة التنفيذية لليونيسف في المجال الإنساني وعمليات الإمداد، تيد شيبان: “إن قطاع غزة على وشك أن يشهد انفجاراً في حالات الوفاة للأطفال التي يمكن تجنبها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مستوى وفيات الأطفال لذي يصعب تحمله بالفعل في غزة”.
وأضاف “لقد حذرنا منذ أسابيع من أن قطاع غزة على شفا أزمة تغذية. إذا لم ينته النزاع الآن، فإن تغذية الأطفال ستواصل الانخفاض، مما سيؤدي إلى حدوث حالات وفاة يمكن الوقاية منها أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة لبقية حياتهم وستكون لها عواقب محتملة بين الأجيال
قبل الأعمال العدائية التي اندلعت في الأشهر الأخيرة، كان الهزال في قطاع غزة نادرا، حيث كان 0.8 في المائة فقط من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ويشير معدل الهزال البالغ 15.6 بالمئة بين الأطفال دون سن الثانية في شمال غزة إلى حدوث انخفاض خطير وسريع. إن مثل هذا الانخفاض في الحالة التغذوية للسكان خلال ثلاثة أشهر هو أمر غير مسبوق على مستوى العالم.
جوع وعطش متفاقم
ويؤدي عدم كفاية مياه الشرب الآمنة، فضلاً عن عدم كفاية المياه لأغراض الطهي والنظافة، إلى تفاقم سوء التغذية. ففي المتوسط، كانت الأسر التي شملتها الدراسة تحصل على أقل من لتر واحد من المياه الصالحة للشرب للشخص الواحد في اليوم. ووفقاً للمعايير الإنسانية، فإن الحد الأدنى لكمية المياه الصالحة للشرب اللازمة في حالات الطوارئ هو ثلاثة لترات للشخص الواحد يومياً، في حين أن المعيار العام هو 15 لتراً للشخص الواحد، والتي تشمل كميات كافية للشرب والغسيل والطهي
جائعون، عطشى، وضعفاء، يصاب المزيد من سكان غزة بالمرض . أظهر التقرير أن ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد أو أكثر. وأصيب سبعون بالمائة بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفًا مقارنة بخط الأساس لعام 2022
ويعاني المزيد من سكان غزة من الجوع والعطش والضعف، ويصابون بالمرض. ويخلص التقرير إلى أن 90% على الأقل من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدي واحد أو أكثر. وأصيب سبعون في المائة بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بمعدل الأساس لعام 2022
وقال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن “الجوع والمرض مزيج مميت”وأضاف “إن الأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والأطفال المرضى، وخاصة المصابين بالإسهال، لا يستطيعون امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد. إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا”
وبدون المزيد من المساعدات الإنسانية، من المرجح أن يستمر الوضع الغذائي في التدهور بسرعة وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة. ومع التدهور الشديد الذي تعانيه معظم خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي، فمن الضروري حماية وتعزيز تلك الخدمات التي لا تزال تعمل لوقف انتشار الأمراض ومنع تفاقم سوء التغذية
وتدعو اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إلى توفير الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق لتقديم المساعدة الإنسانية المتعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة. ويشمل ذلك الأطعمة المغذية وإمدادات التغذية والخدمات الأساسية للأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية والمعرضين للخطر حتى يتمكنوا من الوصول بأمان إلى الرعاية الصحية والتغذوية وخدمات العلاج.
وخاصة الرضع والأطفال الصغار دون سن الخامسة. يجب حماية المستشفيات والعاملين الصحيين من الهجمات حتى يتمكنوا من تقديم العلاج والرعاية الحرجة بأمان. ولا يزال وقف إطلاق النار الإنساني الفوري يوفر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.