story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

وليد الرݣراݣي.. ليته سكت!

ص ص

بعدما كانت الإنتقادات الموجهة لوليد الرݣراݣي بخصوص تدبيره لمشاركة الفريق الوطني الفاشلة في كأس إفريقيا قد خفت بعض الشيء، وبدأ الجمهور ووسائل الإعلام ينسون مرارة الإقصاء، قرر الناخب الوطني ترتيب أول خروج إعلامي بعد العودة من الكوت ديفوار، ليشرح لنا خلاصات وأسباب الخروج، ويوضح بعض النقط التي رأى أنها تستحق التوضيح، ويضع المغاربة في الصورة بخصوص برنامج عمله القادم مع المنتخب الأول.

من حيث المبدأ، فقرار الخروج إلى الرأي العام لشرح أسباب الإقصاء المبكر من الكان، هي خطوة صائبة، بل واجبة عليه كمسؤول أول عن المنتخب الوطني يتلقى راتبه الشهري من المال العمومي، ومن حق المغاربة أن يعرفوا أسباب كل هذا الإخفاق الذي يلازمنا في المباريات الإفريقية، لكن من حيث طريقة الخروج الإعلامي والوسيلة التي اختارها للحديث (وإن كنت شخصيا أرجح أنه تلقى تعليمات بذلك)، ونوعية الأسئلة التي طرحت عليه، وتكراره “الخشبي” لمرات عديدة أنه من يتحمل المسؤولية وحده، كل ذلك أنعش الإنتقادات الموجهة إليه من جديد، وبشكل أكثر حدة، ووصل الأمر بالكثيرين إلى الجزم أن وليد لم يعد صالحا كمدرب للفريق الوطني.

طبعا الوضع الذي عاشه وليد الرݣراݣي بعد الإقصاء من كأس إفريقيا، وانقلاب الجمهور ووسائل الإعلام عليه بعدما كان قبل سنة قد رفعوه فوق السحاب بالمدح والثناء إثر إنجاز مونديال قطر، هو شيء عادي جدا يقع لجميع المدربين واللاعبين في كل العالم وجميعهم يعرفون ذلك وينتظرونه عند أول إخفاق ، لأن جمهور كرة القدم بصفة عامة عواطفه وتفاعلاته مرتبطة بالنتائج والإنجازات، ولم يحدث قط أن أحدا من هؤلاء الممارسين ظل طوال مسيرته الكروية متبوعا بالتصفيق والإشادة، بعيدا عن الأخطاء وانتقاد الجمهور.

لكن الحالة التي ظهر عليها الناخب الوطني خلال الحوار مع قناة الرياضية، وعلامات التأثر بما جرى في سان بيدرو بدت واضحة على ملامحه الشاحبة وعلى أجوبته المرتبكة، وأيضا من خلال تهربه من الإشارة بوضوح لعوامل أخرى أو لأشخاص آخرين غيره ساهموا في أخطاء المشاركة الباهتة في الكوت ديفوار، وكلامه عن لجوء الجامعة مستقبلا إلى الإستعانة بنصائح قدماء اللاعبين والمدربين ذوي الخبرة في إفريقيا، كل ذلك أظهر أن الرجل قد صار ضعيفا في منصبه، ونُزعت منه البطاقة البيضاء التي أعطيت له من قبل لتدبير شؤون الفريق الوطني، وأن إكمال مهمته إلى كأس إفريقيا المقبلة بالمغرب سيشوبها الكثير من عدم الثقة في اختياراته، وقد يتجاوز الأمر إلى درجة فرض الكثير من القرارات عليه، وهذا ما قد يعود بنا إلى فترات “كلها يدير ما بغى” التي كانت تنتهي دائما بمزيد من الخيبات والفشل.

ربما كان على وليد الرݣراݣي بعد العودة من كأس إفريقيا والإنتقادات اللاذعة التي وجهت له، أن “يكمدها” ويصمت، ويستفيد من كل أخطائه وأخطاء من كانوا حوله في سان بيدرو، وينتقل مباشرة إلى التحضير لمباريات شهر مارس القادم بالمتغيرات التي يراها مناسبة لإصلاح الوضع، وأن يترك الإجابة على كل الأسئلة والمؤاخذات إلى أرضية الميدان خلال المباريات، بعدما يكون قد اشتغل رفقة طاقمه على اختيارات صارمة لوجوه جديدة في التشكيلة، وفي طريقة اللعب، وفي تعامله مع أطوار المباريات الإفريقية.

أما أنه جاء لقناة الرياضية، ليظهر بتلك الصورة التي تنزع ما تبقى من ثقة الجمهور فيه، وليتحدث كثيرا ولا يقول شيئا مقنعا يُهدئ “فقصة” الإقصاء، فليس في وسعنا وفي وُسع مصلحة الفريق الوطني إلا أن نقول … يا ليته سكت!