story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

هالر والفيلة.. قصة العودة من الموت نحو المجد والتألق

ص ص

بعد تتويجه بالنسخة الـ 34 من مسابقة كأس إفريقيا للأمم، يكون المنتخب الإيفواري قد وقع على مسار استثنائي في المسابقة القارية، بحيث أنه بعدما كان على وشك الإقصاء من الدور الأول ومغادرة المسابقة الإفريقية من بابها الضيق، انتهى به الأمر بطلا لإفريقيا، أمس الأحد 11فبراير 2024، بعد الأداء الخرافي لأبرز نجومه وفي مقدمتهم المهاجم سيبستيان هالر ذو 29 ربيعا نجم نادي بروسيا دورتموند الألماني.

مسار منتخب الفيلة الذي عاد “موت” محقق في النسخة الأخيرة “للكان”، حاكى بشكل كبير مسار نجمه سيباسيان هالر، الذي خرج هو الآخر بعد رحلة علاج طويلة من بين أنياب مرض عضال كاد أن ينهي حياته، وشاء القدر أن تحقق كوت ديفوار المعجزة الكروية بأقدام المهاجم هالر.

كانت بداية الرحلة الملهمة لهالر في يوليو 2022، حينما تم تشخيص إصابته بسرطان الخصية بعد أسابيع قليلة فقط من انضمامه لفريق بروسيا دورتموند الألماني. ومع ذلك، رفض هالر الإستسلام للمرض، وبدأ معركته للشفاء من هذا المرض الخبيث بثقة وإيمان.

في لحظة تاريخية لا تُنسى، قدّم اللاعب سيباستيان هالر أداءً استثنائياً يوم أهدى بلاده الكوت ديفوار هدف الفوز في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2023. حيث كانت هذه اللحظة بالنسبة للاعب المقاوم تعني الكثير، بل كانت بصمة ورمزاً للصمود والتحدي، فقد كان هالر يتغلب على تحديات الحياة بمرونة وإصرار مذهلين.

من خلال الصبر والإصرار، نجح هالر في التغلب على التحديات الصحية وواجه المرض الخبيث، وعاد ليستعيد مكانته في الملاعب كطائر الفينيق المنبعث من الرماد. وأثبت هالر في كأس الأمم الأفريقية، أنه مثال للقائد المثابر واللاعب المؤثر في صفوف منتخب الكوت ديفوار.

فرغم الصعوبات التي واجهتها “الفيلة”، والتعثر في دور المجوعات من منافسات “الكان”، حيث لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الإفواريين ، مشاهد الحزن والتأثر بعد الهزيمة القاسية أمام غينيا الاستيوائية، إلا أن اللعبة “المجنونة” منحت الفرصة الثانية لهذا الشعب للعودة من جديد.

هالر ومنتخبه لم ييأسوا، رغم وقع أثر الدور الأول، بل استمروا في التحليق عالياً، مؤمنين بقدرتهم على تحقيق النجاح، واستغلوا الفرصة، التي جاءت على كف “أسود الأطلس” أفضل استغلال.

ومع توالي الأدوار والمباريات، لعب هالر الدور الأبرز في تقدم أداء “الفيلة”، فبفضل هدفه القاتل أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، استطاعت الكوت ديفوار التأهل إلى المباراة النهائية، حيث انتظرتهم مواجهة حاسمة مع منافسهم التقليدي والعنيد نيجيريا.

لم يستطع هالر أن يمنع دموعه من الانهمار أمام عدسة الكاميرا، تأثرا بوقع الإنجاز الذي ساهم في تحقيقه. هذا اللاعب الشاب الذي كان يقاتل من أجل فرصة في الحياة خلق اليوم الفرح والسعادة في كل البيوت الإفوارية .

فقبل أقل من عامين فقط تم تشخيص هالر بإصابته بالسرطان وبدأ رحلة العلاج ضد المرض، لنراه اليوم رفقة زملائه على منصة التتويج بكأس أمم إفريقا، يحقق فوزا كبيرا ليكون بذلك رمزًا للأمل والإلهام لجميع الذين يواجهون التحديات في حياتهم.

هكذا، تحوّلت قصة سيباستيان هالر إلى قصة مؤثرة عن الإرادة والصمود، تذكرنا دائمًا بقوة الإيمان والتفاؤل في تحقيق الأهداف، مهما كانت التحديات صعبة.