مصطفى الخلفي..صانع المجد رفقة عموتة
لم يكن يخطر ببال أكثر المتفائلين أن يبلغ الحسين عموتة رفقة منتخب الأردن نهائي كأس أمم آسيا 2023 بقطر، لاسيما بعد وابل الانتقاد والشكوك التي طالت المغربي رفقة طاقمه، على خلفية الهزائم التي تلقاها منتخب الأردن في المباريات الودية التي سبقت كأس آسيا، إلا أنه مع انطلاق نهائيات الكأس الآسيوية تمكن عموتة وطاقمه من إلجام الجميع، بعدما وصل منتخب “النشامى” إلى نهائي المسابقة القارية لأول مرة في تاريخه.
وإذا كان الحسين عموتة يظهر في الصورة الأولى للجنود الذين كتبوا تاريخ الكرة الأردنية على الميادين القطرية، إلا أن هناك جنود أخرى تشتغل في الظل وتقوم بعمل جبار بعيدا عن الأضواء وصخب الإعلام، وفي مقدمة هؤلاء المغربي الآخر مصطفى الخلفي، الذي يشغل المساعد الأول للحسين عموتة في قيادة المنتخب الأردني لكرة القدم.
ولد مصطفى الخلفي في 14 يونيو 1964، بمدينة الدارالبيضاء، في كنف أسرة رياضية، كون والده هو النجم الراحل لفريق الوداد الرياضي والمنتخب الوطني محمد الخلفي. وعلى خطى والده شق ابن مدينة الدار البيضاء طريقه في عالم كرة القدم، بعدما بدأ مداعبة المستديرة في سن صغيرة بأحياء العاصمة الاقتصادية باحثا عن التفرد باسمه كنجم في الملاعب الرياضية.
ومع مرور السنوات، استهل الخلفي مسيرته في عالم الاحتراف رفقة نادي الوداد الرياضي، ثم التحق بعدها بالنادي المكناسي، ليشد الرحال بعدها إلى فريق أولمبيك البيضاوي أو ما كان يعرف آنذاك بجمعية الحليب، قبل أن يلتحق بالقطب الثاني لكرة القدم الوطنية نادي الرجاء الرياضي، فضلا عن لعبه كذلك بألوان نادي المغرب الفاسي.
إضافة إلى ذلك، خاض الخلفي تجربة احترافية خارج المغرب، في أوروبا والخليح وتحديدا هولندا والكويت، كما أتيحت له فرصة الدفاع عن قميص المنتخب الوطني المغربي في العديد من المناسبات.
بعد إعلانه اعتزال كرة القدم، فضل الخلفي دخول عالم التدريب، واستلم مهمته الأولى في الديار الهولندية مع فريق “أدو دين هاغ” لأقل من 17 سنة، في موسم 2005-2006، كمدير للفريق، ثم انتقل إلى نادي “دلفت” الهولندي كمدرب للشباب حيث قضى هناك 3 سنوات، من 2010 إلى غاية 2013.
بعد سنوات من الاشتغال في ديار المهجر، قرر الخلفي العودة إلى المغرب، حيث تسلم مقاليد المدرب المساعد في نادي الفتح الرياضي سنة 2020، قبل أن يصبح المدرب الأول خلفا لوليد الركراكي الذي انتقل إلى قطر لتدريب الدحيل.
تدريب نادي العاصمة أتاح للخلفي فرصة الخروج من جلباب المدرب المساعد، وارتداء عباءة المدرب الأول رفقة النادي الرباطي، الذي حقق معه بداية موفقة، بعدما أعاده إلى المنافسة على لقب الدوري المغربي، بعد فترة فراغ عاشها النادي عقب رحيل مدربه الأول وليد الركراكي، لكن رحلة الخلفي مع الفتح لم تدم طويلا، قبل أن تتوقف في أبريل سنة 2021.
وقرر الخلفي خوض تجربة جديدة بعدما تم تعيينه مديرا رياضيا لنادي المغرب الفاسي في غشت 2021، لكنه لم يعمر كثيرا داخل أسوار نادي العاصمة العلمية نظرا لكثرة الاحتجاجات من طرف الجمهور، مما دفعه إلى الرحيل في يوليوز من السنة الموالية.
وبعد تعيين الحسين عموتة مدربا للمنتخب المغربي المحلي في 2022، التحق مصطفى الخلفي بالطاقم التقني للمنتخب كمدرب مساعد لعموتة، نظرا لخبرته الطويلة في المجال، إلا أن هذه المرحلة هي الأخرى لم تدم طويلا، لينتقل مرة أخرى رفقة الحسين عموتة إلى نادي الوداد الرياضي كمساعد مدرب إلى غاية يناير 2023.
وشاءت الظروف أن يرافق الخلفي صديقه عموتة مرة أخرى ولو لمدة وجيزة صوب نادي الجيش الملكي في أواخر شهر ماي 2023 إلى غاية نهاية شهر يونيو 2023، أي في الجولات الأخيرة من البطولة الاحترافية.
وفي شهر يوليوز 2023، أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم عن التعاقد مع الحسين عموتة مدربا للمنتخب الأول رفقة طاقم مغربي مساعد ضم كل من مصطفى الخلفي كمساعد مدرب، وهشام الإدريسي مدربا لحراس المرمى، وحسن اللوداري معدا بدنيا، ليساهموا جميعا بعد اشهر قليلة في بلوغ منتخب النشامى إلى نهائي كأس أمم آسيا 2023 بقطر، بعد إطاحتهم بالمنتخب الكوري المرعب في نصف النهائي، ليضربوا موعدا في نهائي عربي خالص مع أصحاب الأرض والضيافة منتخب قطر يوم السبت 10 فبراير 2024.