مزوار: عرف آيت يدر بذكائه السياسي ورؤيته الثاقبة
وما أحوجنا لجيل من هذا النوعنعى صلاح الدين مزوار وزير الخارجية السابق، فقيد المشهد السياسي المغربي بن سعيد أيت يدر، الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء 6 فبراير2024، واعتبر مزوار أن حدث وفاة هرم اليسار المغربي، هو “فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وقال مزوار في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، بعد هذا الحدث الجلل”فقدان السيد بن سعيد هو فاجعة لأنه ينتمي إلى آخر الشخصيات الوطنية التي ساهمت في بناء الديمقراطية في هذه البلاد منذ الإستقلال”، وأردف “المغرب اليوم فقد قامة من القامات السياسية الوطنية، فالمرحوم بن سعيد أيت إيدر ينتمي لجيل المقاومة وجيل التحرر وجيل الإستقلال، عرف بكلامه الموزون ورؤيته دائما ثاقبة وما أحوجنا لجيل من هذا النوع”.
وأضاف مزوار في خضم حديثه عن شخص الفقيد “هذا الرجل ينتمي لجيل قرر أن يوهب حياته لأجل الوطن، وهو الجيل الذي ساهم بنضاله في بناء المغرب المستقل”، ووصف المتحدث، أيت إيدر ب”الرجل الذكي سياسيا والوطني”، بقوله “عرف السيد بن سعيد بذكائه السياسي وحسه السياسي العالي وبوطنيته”.
وعن المسار السياسي للفقيد، قال مزوار “شهد مساره السياسي المميز، انتقاله من مرحلة إلى مرحلة مختلفة أخرى، مرحلة العمل داخل المؤسسات في إطار القوانين وفي إطار التوابث من أجل الدفاع عن مبادئه وقناعاته، ومن أجل البناء الديمقراطي ومن أجل العمل السياسي المنفتح، وعرف كيف يطور فكر اليسار، ويمر إلى مرحلة اختيار التغيير داخل المؤسسات من أجل البناء ومن أجل النضال في إطار احترام التوابث، وهذه الميزة هي ميزة خاصة لا تتوفر في أي شخص”.
وبخصوص دور الفقيد، في المشهد السياسي المغربي، قال مزوار “ساهم منذ رجوعه إلى المغرب في الكثير من القضايا ذات الحساسية بالنسبة لبلادنا، كان إنسانا ينصت إليه ويحضى باحترام وتقدير الجميع، وأظن أن هذه الميزة خاصة بهذا الجيل، هذه مناسبة لكي أنوه بكل تقدير بهذا الرجل رجل الوطنية والديمقراطية، الرجل المنفتح، الرجل البشوش”.
وخلص مزوار “أعزي عائلته الصغيرة والكبيرة وعائلته السياسية، لأنه كما عرفته إنسان يدخل إلى القلب منذ الوهلة الأولى، وكلامه دائما موزون ورؤيته دائما ثاقبة وما أحوجنا لجيل من هذا النوع لكي يستمر البناء ويستمر العمل، ليظل المغرب بلدا ديمقراطيا قويا منسجما في إطار الإختلاف، ولكن أيضا في إطار البناء الديمقراطي السليم”، وأضاف “وهذه مناسبة لأعزي الوطن في هذا الرجل العظيم وإنا لله وانا اليه راجعون” .