story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مأزق كأس إفريقيا 2025

ص ص

وسط زوبعة الإقصاء من كأس إفريقيا للأمم، وانطلاق الإنتقادات والتحاليل والبحث عن مسببات الخروج غير المتوقع، لم ينتبه أحد إلى أن اجتماعات المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم بالكوت ديفوار، تسير إلى تثبيت شهري يناير وفبراير من العام المقبل 2025 كتاريخ لإجراء نهائيات “الكان” التي نال المغرب شرف احتضانها، ومن المرتقب أن يتم الإعلان الرسمي عن ذلك في غضون الأيام المقبلة.

رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، كان عقب جلسة التصويت التي منحت احتضان الدورة 35 للمغرب، قد صرح لوسائل الإعلام أن الكأس سيتم تنظيمها خلال فصل الصيف، وزاد في شرح أسباب هذا المسعى أنها ستصادف العطلة الصيفية وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، واحتفالات عيد العرش، حتى اقتنع كل من سمع تصريحاته أن الأمر محسوم ولم يعد قابلا للنقاش.

لكن بعد مدة قصيرة من هذه التصريحات خرج علينا الإتحاد الدولي لكرة القدم ببلاغ حول كأس العالم للأندية لسنة 2025، يؤكد فيه أن النسخة الجديدة ستنظم بالولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 ناديا من القارات الخمس، في الفترة ما بين 15 يونيو و13 يوليوز، وهي نفس الفترة التي قال فوزي لقجع أن المغرب سينظم فيها كأس إفريقيا للأمم.

إمبراطورية الفيفا عندما خرجت ببلاغها حول كأس العالم للأندية، فما هو مدون فيه يعني أنه تقرر بشكل رسمي، ونحن نعلم ألا أحد في هذا العالم بمستطاعه أن يفتح فمه معترضا على أقوى “شركة” تحتكر كرة القدم، أو يقدر على تغيير شيء قررته، بمعنى أن ما صرح به فوزي لقجع يمكننا أن نعتبره الآن كان مجرد أمنية لم تتحقق.

إذن طالما أن الفيفا قررت ما قررت، وفرضت التاريخ الذي يناسب “همزتها” وعائداتها، ففوزي لقجع والمغرب أمام خيار واحد ووحيد حول كأس إفريقيا للأمم 2025، ألا وهو تنظيمها في الفترة ما بين يناير وفبراير على غرار الدورتين الأخيرة في الكاميرون، والحالية في الكوت ديفوار، باعتبار أنه ليست هناك إمكانية لتأجيلها إلى سنة 2026 بحكم القرار الصارم للفيفا سابقا بعدم تنظيم الكؤوس القارية في نفس السنة التي تعرف تنظيم كأس العالم.

تبعا لكل هذا لم يتبق على موعد كأس إفريقيا للأمم القادمة المقرر تنظيمها في المغرب سوى عشرة أشهر، والسؤال الذي يمكن أن نطرحه هنا .. هل بمقدور المغرب أن يسابق الزمن في هذه المدة القصيرة  وأن يكون منتهيا من أوراش إعادة هيكلة الملاعب الوطنية حتى تكون جاهزة في شهر يناير المقبل لاحتضان مباريات “الكان”، في ظل التأخر في انطلاق الأشغال في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء والمركب الرياضي بفاس، وإنجاز شطر صغير فقط من مشروع إعادة بناء ملعب الرباط، والحديث عن صعوبة التقيد بمدة إنجاز مشروع ملعب إبن بطوطة بطنجة؟

الأمر يحتاج إلى بعض التواصل من المسؤولين المكلفين بملف التنظيم، بالإضافة إلى شركة سونارجيس المشرفة على الملاعب الوطنية، عليهم أن يخرجوا ليشرحوا للناس ما الذي يجري حاليا على مستوى “الفيفا” و”الكاف” حول المنافسات العالمية والقارية المقبلة، وماذا هم فاعلون أمام هذا المأزق الزمني الضيق، وهل هناك تمديد في مدة إنجاز أشغال المنشآت الرياضية المقرر أن تحتضن كأس إفريقيا المقبلة، وهل هم قادرون على السباق مع الوقت من أجل أن يكون كل شيء جاهز في ظرف قياسي بعد عشرة أشهر.