منيب: الجمع بين المال والسلطة أدخل “المال الوسخ” إلى السياسة
قالت نبيلة منيب، الأمينة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد، والنائبة البرلمانية عن نفس الحزب، أن مقومات النجاح في البلاد، متوقفة على أمرين اثنين، الأول هو محاربة الاستبداد وبناء الديمقراطية، و إنجاز الإصلاحات المطلوبة لتحقيق فصل السلط، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وثانيا منظومة للعدالة مستقلة ونزيهة”.
وأضافت منيب، خلال حديثها في المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب الشمعة بمدينة وجدة، بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب، أنه دون تحقيق الشرطين، فإن الذي سيسود هو “الاستبداد ورديفه الفساد، الذي استشرى في كل دواليب الدولة”.
واعتبرت منيب التي كانت تتحدث أمام المئات من سكان وجدة، بمركز الدراسات في العلوم الإجتماعية والإنسانية، أنه بسبب الجمع بين السلطة السياسية وسلطة المال، دخل إلى المعترك السياسي أشخاص “يحوزون المال الوسخ الذي راكموه بتخدير الشعب وإغراق الشباب بالهروين والقرقوبي والمهلوسات”.
وأشارت المتحدثة إلى أن هؤلاء هم الذين يتمكنون من “النجاح” في الانتخابات، وأنهم كما قيل لها يوما في وجدة في نفس القاعة لن “تتمكنوا من الفوز لأن وسطكم الكثير من الخيرين عكس الآخرين”.
“و لكن قلت بأن نجاحنا هو تطوير وعي الشعب، الذي يمكن في المستقبل من تحقيق الإرادة الشعبية التي تترجم إلى سيادة شعبية للحفاظ على سيادتنا الوطنية واستقلال القرار حتى يكون صوت الشعب مسموعا” تضيف منيب.
وخلصت في هذا الإطار إلى أن مقومات النموذج التنموي، هي الديمقراطية ومحاربة الفساد، ووضع مخطط بإشراك الناس لتنفيذ الجهوية الحقيقية، وليس استقدام الأميين للساحة السياسية “فيما كان شي سطل ولد خالت داك سطل لاخور اجي يحكمو في الجهات المتقدمة التي حاربت من أجل الاستقلال، ليس للعيش في هذا العبث والأميين ونظام التفاهة”، تقول منيب.
شبكة بعيوي
ردا على سؤال مرتبط بملفات الفساد، والملف الذي هز الرأي العام في الفترة الأخيرة، والمتعلق باعتقال رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، وعدد من الأشخاص الآخرين، على خلفية ما بات يعرف بملف “إسكوبار الصحراء”، أكدت منيب أن “الفساد موجود في العالم، ولولا الفساد العالمي لما تطور الفساد في البلاد”.
وزادت أن القوانين المرتبطة في التدقيق في مصادر الثروات لا يتم تفعيلها، وضربت مثالا بالهكتارات التي اقتناها العديد من المسؤولين في ضواحي الدارالبيضاء بأثمنة بخسة وهم يعلمون بأنها ستضم إلى المجال الحضري.
وخلصت في هذا الإطار إلى أن الفساد يحتاج استراتيجية شاملة وكاملة “دياولنا ملي شي واحد يبسل بزاف اشدوه حيت هادو عاقو بيهم في الخارج أما هم عمرهم احركو”، تقول منيب في إشارة إلى شبكة بعوي.
ودعت في هذا السياق المغاربة إلى المتابعة الدقيقة لهذا الملف، أكثر من ذلك طالبت باسترداد أموال وممتلكات هذه الشبكة، واستثمارها في الجهة “وديك الساعة شوفو الجهة كيفاش تطلع”، تضيف البرلمانية عن حزب الشمعة.
وأشارت في نفس الوقت إلى أنه لا يمكن القبول أن تسير هذه الجهة من قبل “الأمييين والفساد”، مبرزة أن الجهة الشرقية تتوفر على مؤهلات الانطلاقة ليس أقلها مجالها الجغرافي وإمكانياتها البشرية وثرواتها المعدنية.
وخلصت إلى أن ما يقع صحي و فرصة للجهة للقطع مع ما كان سائدا، وعدم السماح بعودة هؤلاء إلى المشهد من جديد “هادو مخلاو حتى واد ادير شي مشروع”، تضيف منيب.
دعم فجيج
عبرت نائبة الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، عن دعمها لحراك فجيج، الذي التقت قبل المهرجان ممثلين عنه، حيث قالت بأن الساكنة من حقها رفض خوصصة القطاع، ورفض الشركة وتدبر المياه التي تصرفت فيها منذ القدم بالعرف الذي يمكنها من الاستدامة.
“بيغيتو تنوضو..نوضو رجعو لينا العرجة اللي داو لينا هادوك”، تضيف منيب، في إشارة إلى منطقة العرجة التي سيطرت عليها الجزائر قبل نحو ثلاث سنوات بعد استغلالها من قبل فلاحي فجيج أبا عن جد.
ودعت إلى دعم المواجهة الحضارية التي تقوم بها الحراكات الشعبية و الاجتماعية بالوقوف الى جانب المحتجين بالانخراط الفعلي لخلق قوة ضاغطة تواجه القوة المتسلطة.
الماء والخيارات الفلاحية
علاقة بمشكل الماء في المغرب، والذي كان سببا في خروج الكثير من الاحتجاجات، اعتبرت منيب أن المشكل لا يرتبط بالجفاف فقط “بالفعل هناك تأثير للتغيرات المناخية..لكن الإنسان هزم الطبيعة وأدى إلى هذه الاختلالات” تضيف البرلمانية منيب.
وأشارت إلى أن علماء المناخ و وفق دراسات علمية يؤكدون على دورات المناخ من خلال دورات البرودة والسخونة التي تحدث كل مائة ألف سنة”.
وزادت في نفس الإطار أن الثابت اليوم هو أن ما يحدث الاحتباس الحراري ليس ثاني أكسيد الكربون ولكن المياه المتبخرة وبالخصوص المياه الجوفية التي يتم استخراجها بشكل مكثف، وهو ما يعكسه فترات الجفاف الصعبة و الأمطار الكثيفة التي تؤدي إلى جرف التربة والفيضانات.
وأبرزت أن المغرب عندما كان يعتمد على الفلاحة البورية، وري بعض المنتجات الفلاحية وضمنها النباتات السكرية، كان يتوفر على ثروة حيوانية، أما اليوم وبعد توسيع المساحات المسقية في إطار مخطط المغرب الأخضر والرهان على ري مليون هكتار بغرض المزروعات التصديرية وقعنا في “نهب المياه الجوفية” وتم استنزاف الفرشة المائية حتى طغت عليها الملوحة و هوت أكثر في العمق.