في سابقة.. رئيس السينغال يؤجل الانتخابات إلى وقت غير مسمى
قرر الرئيس السنغالي، ماكي سال، يوم أمس السبت 3 فبراير 2024، تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المبرمج إجراؤها يوم 25 فبراير الجاري، إلى تاريخ آخر غير مسمى بتوقيعه على مرسوم يلغي تاريخ الانتخابات المقررة.
إعلان الرئيس ماكي سال، الذي جاء قبل ساعات قليلة من بدء الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي، جاء بعد تشكيل لجنة برلمانية تحقق مع قاضيين عضوين في المجلس الدستوري تم التشكيك في نزاهتهما. وقال سال في خطاب للأمة إنه وقع مرسوما يلغي مرسوم 26 نونبر الماضي الذي حدد موعد الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير.
وتابع الرئيس السنغالي “سأطلق حوارا وطنيا مفتوحا بهدف تهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة وشفافة وشاملة”. وكان ماكي سال الذي انتُخب سنة 2012 لولاية مدتها 7 سنوات تجددت لولاية ثانية سنة 2019 مدتها 5 سنوات، قد أعلن العام الماضي عن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وجاءت هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ البلاد، عقب طلب رسمي بالتأجيل تقدم به الحزب الديمقراطي السنغالي المعارض الذي تم استبعاد مرشحه من الترشح في يناير الماضي، بحسب ما نقلته وكالة فرنس برس.
وتحدث الحزب الديمقراطي في بيان له، عن مخاوفه بشأن عملية صنع القرار في المحكمة الدستورية واستبعاد المرشحين وقضايا أخرى، قال إنها أخرجت السباق عن مساره، بينما لم يقترح الحزب موعدا جديدا للانتخابات.
وتم استبعاد مرشح الحزب “كريم واد” من السباق الانتخابي إذ قضت المحكمة الدستورية بأن واد كان مزدوج الجنسية عندما قدم طلب ترشحه وبالتالي فهو غير مؤهل للترشح للاستحقاقات الانتخابية.
وأثار هذا القرار، الذي كان قد اتخذه المجلس الدستوري باستبعاد متنافسين بارزين مثل “كريم واد” زعيم الحزب الديمقراطي السنغالي وزعيم المعارضة “عثمان سونكو،” غضبا وجدلا خلال الفترة الماضية. إذ يقول المرشحون المستبعدون إنه لم يتم تطبيق قواعد الترشح بشكل عادل في حين تنفي السلطات ذلك.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ السنغال، التي يتم فيها تأجيل الانتخبات إلى أجل غير مسمى فالبلاد شهدت في محطات سابقة أربع عمليات انتقال سلمية إلى حد كبير للسلطة عبر صناديق الاقتراع منذ الاستقلال عن فرنسا سنة 1960.
السنغال والمغرب
وفي وقت سابق وعقب توالي الانقلابات العسكرية في دول الغرب الإفريقي، أكد رئيس جمهورية السنغال، ماكي سال، أن العلاقة مع المغرب كانت دائما ثابتة في السياسة الخارجية لبلاده، مبرزا أن ذلك كان دائما يؤخذ بعين الاعتبار بغض النظر عن رئيس السنغال.
وأشار ماكي سال، الذي كان يتحدث خلال استقبال خص به، مساء الإثنين 15 يناير المنصرم بالقصر الرئاسي بدكار، أعضاء الوفد المغربي المشارك في المؤتمر السنغالي المغربي حول اللامركزية، داعيا المغرب إلى عرض تجربته في هذا المجال أمام المسؤولين السنغاليين من أجل إلهامهم لتعزيز ممارساتهم.
وكان الوزير الأول السنغالي، أمادو با، المرشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 فبراير، قد أدلى بتصريحات مماثلة لتلك التي جاءت على لسان سال، وأشاد في وقت سابق بالعلاقات الممتازة والمتواصلة منذ قرون بين بلاده والمغرب، مشددا على أن المملكة “شريك مميز للسنغال في كافة المجالات”.
تصريحات كل من سال ووزيره الأول أمادو با، نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بالتزامن مع إعلان المجلس الدستوري في السنغال عن قائمة مؤقتة، تضم 21 مترشحا للتنافس على خلافة الرئيس منتهي الولاية الثانية ماكي سال، خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 25 من فبراير المقبل.