بأياد عربية.. خطة إسرائيلية لحكم غزة ما بعد الحرب والمقاومة
لم يعد الحديث عن سيناريوهات الحكم في غزة بعد “الإجهاز” على حركة المقاومة حماس حسبما تأمل إسرائيل، مجرد كلام يصرح به المسؤولون الإسرائيليون، بل غدا خططا رسمية على ورق تشير إلى سيناريوهات تشارك فيها دول عربية من ضمنها المغرب.
هذا الكلام كشفته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، وهو جزء من خطة سرية يحضر لها الاحتلال في إطار استراتيجية أكبر يسميها “اليوم الموالي” وتقوم هذه الخطة على فكرة أن تكون الدول العربية “المطبعة” جزءا من “خريطة طريق” مستقبلية بعد إنهاء سيطرة حركة المقاومة “حماس” على القطاع، تتسلم إدارة غزة جنبا إلى جنب مع حكم عسكري إسرائيلي.
ووفقا للصحيفة العبرية تتضمن الخطة مرحلتين، تتمثل الأولى في تشكيل “حكومة عسكرية إسرائيلية شاملة في غزة تتحمل مسؤولية السكان المدنيين بالقطاع ” خلال ماتسميه “الفترة الانتقالية”.
بأياد عربية..
أما المرحلة الثانية فتقول الخطة الإسرائيلية إنها تقوم على تشكيل تحالف عربي يضم الدول التي تجمعها علاقات بإسرائيل والتي هي المغرب ومصر والإمارات والبحرين إلى جانب السعودية بعد التوصل معها إلى اتفاق للتطبيع، مهمة هذه الدول تسلم الحكم في القطاع إلى جانب الحكم العسكري الإسرائيلي.
وذلك على أن يحتقظ هذا الأخير “بحق تنفيذ عمليات أمنية” داخل غزة على غرار ما يجري في الضفة الغربية كلما ظهرت الحاجة لمواجهة التهديدات الإرهابية” كما تسميها الصحيفة.
أما المرحلة التالية، المرتبطة بإنشاء دولة فلسطينية، فهي مشروطة أساسا بضمان استقرار غزة ونجاح “السلطة الفلسطينية الجديدة”، وتتطلب إجراء “إصلاحات” واسعة النطاق في القطاع والضفة الغربية في ما يتعلق بعمل السلطة الفلسطينية والمقررات الدراسية وإدارة ما تصفه إسرائيل ب”الإرهاب”.
تفاصيل عن “الخطة”
وتشير الصحيفة إلى أنه إذا ما تحققت هذه الخطة ضمن الجدول الزمني الذي حدد لها في سنتين إلى 4 سنوات، فسوف “تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية ضمن الأراضي التي تحددها للسلطة الجديدة، ثم ستنظر في نقل أراضي إضافية لها ضمن تلك غير المشمولة بعمليات الاستيطان.
وتابعت “جيروزاليم بوست” أن نتنياهو شارك هذه الخطة السرية مع شخصيات رسمية أمريكية، مضيفة أنها تمثل اختبارا له، إضافة إلى أنها تتماشى مع “جهود التسوية الشاملة في الشرق الأوسط” التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك جهود التوصل إلى تطبيع للعلاقات مع السعودية.
وقال المصدر ذاته إنه وعلى الرغم من أن نتنياهو لا يشارك بشكل مباشر في هذه المناقشات إلا أنه يفوض مستشاره الموثوق به رون ديرمر، بينما يتداول بشكل دائم حول هذه الأفكار.
وتدخل هذه الخطة ضمن استراتيجية إسرائيلية أوسع نطاقا تسمى “اليوم الموالي”، يتولى تنسيقها الجنرال راسان عليان، منسق الأنشطة الحكومية مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”.
وتأتي هذه الخطط التي تكشف تقارير إعلامية عبرية عن تفاصيلها وسط صمت “مطبق” تركن إليه الدول التي تجمعها علاقات بإسرائيل.