story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

كرة القدم تبعث الدفء في العلاقات الثنائية بين المغرب وجنوب إفريقيا

ص ص

أصبحت كرة القدم تلعب دورا قويا في الترويج لصورة الدول ولسياساتها الخارجية على مستوى الدولي، وباتت تستخدم كقوة ناعمة لتقوية العلاقات بين البلدان، وبابا من أبواب تقريب وجهات النظر وإنهاء حالة سوء التقديرات التي تكون وراءها غالبا حسابات سياسية.


وقد خطا المغرب خطوات كبيرة في مجال ما يسمى بالدبلوماسية الرياضية، وقد تجلى ذلك في عدد من المشاريع أبرزها فوزه بشرف تنظم كاس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، فضلا عن نجاحه في استضافة عدد من البطولات الدولية، وتألق كرة القدم الوطنية في المحافل الدولية، ناهيك عن الحضور المتزايد للمسؤولين المغاربة في المنظمات الدولية الرياضية.


وقد عرفت العلاقات الرياضية بين المغرب وجنوب إفريقيا في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا بالرغم من تدهور العلاقات السياسية بين البلدين، بحيث أن الرياضة نجحت في ترك باب تقوية العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا مواربا، بعدما كاد سوء تقدير ماضي العلاقات السياسية، أن يغلقه بصفة نهائية.


وفي هذا الصدد رصد خبيران في السياسة الرياضية تقارب رؤى المغرب وجنوب إفريقيا في المحافل الرياضية، معتبرين أن هذا التقارب يفتح الباب أمام إذابة الخلافات السياسية بين البلدين، خاصة مع تأكيد البلدين أهمية الرياضة في تعزيز علاقاتهما.


وتحدث سفير المملكة المغربية السابق لدى جنوب إفريقيا يوسف العمراني، خلال استقبال خصته به الدبلوماسية الجنوب الإفريقية مؤخرا إثر انتهاء مهاهه كسفير للرباط ببريتوريا، عن أهمية العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين خاصة في الفن والرياضة في تعزيز التفاهم بينهما.


دبلوماسية البينج بونج


وقال الباحث في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، إن “الرياضة نجحت فيما فشلت فيه السياسة” على مستوى العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا.


وأوضح اليازغي، في تعليق ل”صوت المغرب” عن حديث العمراني: “نعرف جيدا أن تصريحات الدبلوماسيين تكون دائما مدروسة وبناء على استشارات وتوجهات من السلطات العليا في أي بلد. وعندما يتعلق الأمر بسفير، فإن الأمر يتعلق بتعليمات تلقاها من وزارة خارجية بلده”.


واستحضر اليازغي“عدد المباريات التي جرت بين الفرق المغربية والفرق الجنوب إفريقية”، وكذلك “العلاقة الطيبة التي نسجها مدربو ولاعبو فريق ما ميلودي صن داونز، مع الجماهير والمسؤولين المغاربة عندما يحضرون لملاقاة فريق الوداد الرياضي”.


وسجل “تفاعل اللاعبين مع الجمهور، وكيف يعبرون في تصريحاتهم عن حفاوة الاستقبال، وحبهم للجمهور المغربي، وأيضا أن غالبية المباريات مع فرق جنوب أفريقيا، تمر في ظروف جيدة ورياضية، عكس ما يقع مع فرق ومنتخبات شمال إفريقيا”.


وأشار اليازغي إلى “دور فوزي لقجع، بصفته رجل دولة، وأحد أعضاء الحكومة الحالية، في إطار موقعه داخل الاتحاد الإفريقي، الذي ساهم في ذلك بحكم علاقته مع رئيس الكاف موتسيبي الذي تربطه علاقة مصاهرة مع رئيس جمهورية جنوب أفريقيا”.


وقال المتحدث، إن الرجلين “يسيران على نفس الخطى، ويتفقان على كل شيء ويلتقيان على مستوى الرؤى في كل شيء”، مما فسره اليازغي بأنه قد “يكون تسرب إلى الحديث عن السياسة والعلاقات بين البلدين والعلاقات عن كيفية إرجاع ذلك” (العلاقات الدبلوماسية المغربية الجنوب إفريقية).


وأعطى اليازغي، دليلا حول أثر الدبلوماسية الرياضية في “إذابة جليد السياسة”، بتجربة الولايات المتحدة ودولة الصين الشعبية سنة 1974، “حيث استقبلت الصين ضيوفا من الولايات المتحدة لإقامة مباريات في كرة السلة، وكرة الطاولة وكان ذلك مدروسا.


على اعتبار، يواصل اليازغي، أن “الأمريكيين سيفوزون في تلك المباراة على الصينيين في حين أن الصينيين سيفوزون على الأمريكيين في كرة الطاولة”.


وأضاف أن البعض كان يسمي هذه الدبلوماسية الرياضية “دبلوماسية البينج بونج ودبلوماسية كرة السلة في ذاك الوقت”، مبرزا أنها “خلقت تقاربا كبيرا، وفتحت منافذ الحوار والنقاش بين الطرفين وهذا الأمر تكرر في عدة مناسبات كثيرة”.


تحالف قوي


وحول الموضوع ذاته، قال المحلل الرياضي محمد مغودي، في تصريح لـ “صوت المغرب”، إنه قبل تصريح السفير يوسف العمراني، “كانت هناك علاقة مميزة بين المغرب وجنوب افريقيا على الصعيد الرياضي”.


وذكر مغودي في تصريحه، “أن المغرب له فضل كبير في قضية تنصيب موتسيبي على رأس الكاف، لكون المملكة المغربية نسجت علاقات قوية في القارة السمراء“.


وتابع المتحدث ذاته، أن كافة حلفاء المغرب كانوا إلى جانب رئيس الكاف في كافة القرارات والمحطات التي يكون فيها موتسيني إلى جانب المغرب.


وأضاف مغودي في نفس السياق، “أن المغرب أقدم على احتضان العديد من اللقاءات وآخرها جوائز الكاف بمدينة مراكش”.


وهو ما يفسر التطور الكبير للديبلوماسية الرياضية بالمغرب وخاصة على المستوى الكروي، والأهمية التي تكتسيها في إعادة بعث الدفء في العلاقات الثنائية بين المغرب وجنوب إفريقيا.