بعد انقطاع أرزاقهن بسبتة.. نساء الفنيدق والمضيق أمام معاناة أخرى
تستمر معاناة النساء اللواتي ينحدرن من عمالة المضيق الفنيدق منذ إغلاق الحدود مع سبتة، وجه هذه المعاناة تجدد في صورة أخرى حيث يخضن سلسلة احتجاجات ضد الشركات التي تشغلهن بعد انقطاع أرزاقهن بسبتة المحتلة، في محاولة لامتصاص الأزمة التي ضربت المنطقة بعد إغلاق معبر المدينة المحتلة.
وتظاهرت النساء العاملات بإحدى هذه الشركات أمام مقر عمالة المضيق الفنيدق، الإثنين، محتجات على ما يقلن إنه تقليص في أجورهن حد النصف من طرف مشغلهن، مع تهديدهن بالتسريح الجماعي بسبب ضائقة مالية أصابت الشركة.
وكانت هذه الشركة واحدة من بين الشركات التي دعمتها السلطات الإقليمية في محاولة منها للإيجاد حلول لمشاكل ارتفاع نسب البطالة الهائلة بالفنيدق التي أضحى يعانيها الساكنة الذين كانوا يكسبون قوتهم من التهريب المعيشي، هذه النسب التي ازدادت بعد إغلاق معبر باب سبتة في أكتوبر 2019.
وأقنعت السلطات الإقليمية عام 2021، غداة سلسلة من الاضظرابات التي بدأت بمظاهرات في مواجهات مع الشرطة في فبراير من ذلك العام، عدة شركات بامتيازات خاصة مقابل توظيف المئات من العاملين السابقين في التهريب المعاشي
احتجاجات مشروعة
وفي تعليق له على الموضوع اعتبر محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن هذه الاحتجاجات التي تخوضها هؤلاء النساء ممن كن يمتهن التهريب بباب سبتة سابقا واللواتي أدمجن في بعض الشركات التي تم إنشاؤها بدعم من السلطات قصد امتصاص الغضب الشعبي، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هي “احتجاجات مشروعة”.
وتابع المتحدث ذاته خلال حديث له مع “صوت المغرب” أن شبهات “فساد وريع” تحوم حول هذه الشركات وقال إن: “أغلبها استفادت من امتيازات مهمة في إطار الريع بدعوى امتصاص البطالة” وهو الأمر الذي استطاع معه “مالكوها من مراكمة ثروات خيالية”.
ونظرا “لعدم قدرة السلطات على توفير الحماية لهؤلاء النساء لم يبق أمامهن غير الاحتجاج دفاعا عن حقوقهن” يتابع محمد بنعيسى، وخلص الفاعل الحقوقي إلى أنه امام هذا الوضع ينبغي على الجهات المعنية “التحرك العاجل لإيجاد حل لهذا الملف قبل أن يتجه صوب احتقان أكبر”.
وعبر عن ذلك قائلا إن: “ما أقيم على الريع والباطل فإنه من الطبيعي أن يكون مصيره الفشل مهما طال الزمن، وقد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان والمشاكل الاجتماعية”، مطالبا السلطات بالإسراع في حل الملف وتنشيط العجلة الاقتصادية بالمنطقة “عوض الاكتفاء بالمراقبة من على ما يجري من بعيد”.
ويرى المتحدث ذاته أن المنطقة، تمتاز بإمكانات مهمة طبيعية وثقافية واجتماعية واقتصادية كبيرة ومتنوعة “تعجز النخب والسلطات بالمنطقة حتى الآن من استثمارها على النحو الذي ينبغي”.