حقوقي: إعادة القاصرين المغاربة من سبتة كانت غير قانونية والقضاء انتصر للحقوق
رحب فاعلون حقوقيون مغاربة بقرار المحكمة العليا بإسبانيا، الذي يدين عملية إعادة القاصرين المغاربة من سبتة المحتلة، وهي العملية التي نفذتها السلطات الإسبانية في غشت 2021، بوصفها عملية “غير قانونية”.
ولاقى قرار أعلى هيئة قضائية بإسبانيا، ترحيب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، حيث أبدى رئيس المرصد محمد بن عيسى لـ”صوت المغرب”، تأييده لموقف المحكمة العليا الإسبانية، والقاضي بإدانة عملية ترحيل السلطات الإسبانية للقصر المغاربة من الثغر المحتل، دون الأخذ بعين الاعتبار للتشريع الإسباني وضماناته.
وفي معرض حديثه لـ”صوت المغرب”، أفاد بن عيسى بأن “عملية إعادة 12 قاصر غير مصحوب، من طرف السلطات الإسبانية من سبتة المحتلة إلى مدنهم الأصلية سنة 2021، من جهة تخالف التشريعات الإسبانية والاتفاقيات الأوروبية، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان من جهة ثانية وإن كانت وزارة الداخلية استندت حينئذ على اتفاقية موقعة بينها وبين المغرب تعود لسنة 2007”.
ويقول بن عيسى “نؤيد قرار المحكمة العليا، فإن إعادة القاصرين غير مصحوبين وفقا للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان يخضع لمسطرة قانونية وإجراءات قضائية خاصة، يكون مبدأها الأساسي هو ضمان المصلحة الفضلى للطفل”.
واعتبر بن عيسى موقف وزارة الداخلية الإسبانية القاضي بترحيل القصر المغاربة أنه “قرار إداري لم يراعى فيه مبدأ المصلحة الفضلى للطفل، ولا ينتهك قوانين الهجرة فقط؛ بل أيضا اتفاقية الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان”.
وبين بن عيسى ضمن تصريحه أن قرار المحكمة يتماشى مع طبيعة القوانين الإسبانية، ويحترم الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والتي تنص على ضرورة إجراء إداري فردي لطل قاصر قبل الترحيل، وتوفير معلومات عن حالة كل شخص متضرر، والاستماع إليهم بتدخل من مكتب المدعي العام.
وكانت الحكومة الإسبانية قد عاشت حالة تأهب قصوى في شهر ماي من سنة 2021، بعد نزوح الآلاف من المغاربة، بشكل جماعي، نحو مدينة سبتة المحتلة، في مشهد استثنائي، تم بعده بأيام إعادة القاصرين منهم.
إعادة القاصرين المغاربة وإخراجهم من سبتة المحتلة كان بأمر من وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، والذي حافظ على منصبه في حكومة سانشيز الثانية.
مارلاسكا الذي يدينه قرار المحكمة العليا الإسبانية في قضية قاصري سبتة المحتلة، كان في المغرب قبل أيام قليلة، للقاء نظيره عبد الوافي لفتيت، حاملا ملف الهجرة على رأس أولوياته.
جدييي يسرا- صحافية متدربة